في استمرار لوجودها العسكري غير الشرعي، ردَّت القوات الإسرائيلية في درعا جنوبي سوريا بقذائف هاون ورشقات رصاص، عقب استهدافها من قبل مجهولين من مسافة بعيدة، مساء الثلاثاء 11 آذار.
وأفاد مصدر في درعا أن إطلاق النار جاء من مسافة تقارب الكيلومترين، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى الرد فجر الأربعاء 12 آذار، بقصف مدفعي استهدف بساتين محيط بلدة كويا، تلاه إطلاق نار كثيف على مناطق محيط بلدتي كويا ومعرية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار كبيرة.
المـ.ـقا. ومة تتصاعد ضد الاحتلال الإسرائيلي
تعتبر هذه العملية الأولى من نوعها بعد سقوط النظام السابق، حيث جاءت بعد انتشار مقطع مصور يتحدث عن تشكيل "مقـ.ـاومة شعبية" في درعا ضد الوجود الإسرائيلي. في الفيديو، أكد المتحدث أنه يتواجد في مدينة طفس، مهددًا بتشكيل قوة ردع ضد إسرائيل، لكنه لم يكشف عن تفاصيل إضافية حول هوية الأشخاص المشاركين أو المكان بدقة.
احتلال مستمر وانتهاكات متواصلة
تواصل إسرائيل توغلها في مناطق جنوب سوريا، وخاصة في درعا والقنيطرة، حيث أنشأت قواعد عسكرية توحي بنيتها البقاء لفترة طويلة. هذا ما أكده مسؤولون إسرائيليون، إذ صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن "إسرائيل ستدافع عن نفسها ضد أي تهديد من سوريا"، مشددًا على بقاء قواته في المناطق الأمنية وجبل الشيخ بحجة حماية الجولان والجليل.
وفي تغريدة عبر "إكس" بتاريخ 7 آذار، أضاف كاتس أن جنوب سوريا سيظل "منزوع السلاح وخاليًا من التهديدات"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "ستحمي السكان الدروز المحليين"، وهو تصريح يعكس ازدواجية الخطاب الإسرائيلي الساعي لإضفاء شرعية على وجوده العسكري غير القانوني في سوريا.
تستخدم إسرائيل ذريعة الأمن لضرب مواقع عسكرية سورية بشكل متكرر، ففي 10 آذار، أغارت الطائرات الإسرائيلية على عدة مواقع في جنوب سوريا، دون صدور أي إعلان رسمي سوري عن طبيعة الأهداف المستهدفة.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إن الغارات استهدفت "معدات عسكرية"، بما في ذلك رادارات ووسائل رصد "تشكل تهديدًا على إسرائيل"، كما استهدفت الضربات مقار قيادة ومواقع تحتوي على وسائل قتالية وآليات عسكرية سورية.
وطال القصف الإسرائيلي "اللواء 112" في مدينة إزرع وسط درعا، بالإضافة إلى "الفوج 89" مدفعية في بلدة جباب بريف درعا الشمالي، حيث بلغ عدد الغارات في المنطقة تسعًا.
مقـ.ـاومة متجددة ضد الاحتلال
رغم التواجد العسكري الإسرائيلي الذي يستمر منذ سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول 2024، يبدو أن سكان الجنوب السوري لا يزالون يرفضون هذا الاحتلال ويبحثون عن وسائل لمقـ.ـا.ومته،فالعمليات الأخيرة، سواء إطلاق النار أو التهديدات بتشكيل مقـ.اومة شعبية، تدل على أن هناك إرادة محلية رافضة لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية.
إسرائيل ليست قوة دفاعية في جنوب سوريا، بل قوة محتلة تستمر في انتهاك السيادة السورية والاعتداء على أراضيها تحت ذرائع أمنية واهية، ومع تصاعد التوتر، يبدو أن الأيام المقبلة قد تشهد تصعيدًا أكبر بين الاحتلال والمقـ. اومة الشعبية الناشئة.