تشهد المناطق السورية التي عانت من آثار الحرب معاناة مستمرة جراء مخلفات النزاع المسلح، حيث تتزايد حصيلة الضحايا المدنيين بشكل مأساوي، فمنذ بداية شهر آذار الجاري، ارتفع عدد الضحايا إلى 26 شخصًا، بينهم 6 أطفال، في حين أصيب العشرات بجروح متفاوتة.
وفقًا للإحصائيات، توزعت أعداد الشهداء والإصابات على النحو التالي:
- مناطق سيطرة حكومة دمشق: استشهد 22 شخصًا، بينهم 5 أطفال وسيدة، بينما أصيب 17 آخرون بجروح، من بينهم طفلان.
- مناطق سيطرة "الجيش الوطني": استشهد 4 مدنيين، بينهم طفل، وأصيب آخر.
تعددت حوادث انفجارات الألغام والقنابل غير المنفجرة في مختلف المناطق السورية، حيث استهدفت المدنيين أثناء مزاولة أنشطتهم اليومية، من رعي الأغنام إلى الزراعة والبحث عن موارد للعيش. من أبرز هذه الحوادث:
1 آذار: قتل شاب نتيجة انفجار لغم أثناء رعي الأغنام في بادية دير الزور، وأصيب طفل آخر بانفجار لغم في بلدة معرة حرمة.
2 آذار: قتل 3 مواطنين وأصيب اثنان آخران جراء انفجار لغم في سيارة كانت تقلهم بريف اللاذقية. كما لقي رجل مصرعه أثناء بحثه عن مرعى في بادية البوكمال.
4 آذار: قتل طفل وأصيب آخر في مزرعة البصالي بريف القنيطرة الجنوبي.
7 آذار: قتل طفل وأصيب شقيقه في ريف منبج إثر عبثهما بلغم أرضي.
9 آذار: أسفر انفجار لغم عن مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين بمحمية الرغل جنوب بادية خناصر بحماة.
الأثر الإنساني والاجتماعي لمخلفات الحرب
تترك مخلفات الحرب أثرًا كارثيًا على المجتمع السوري، حيث تؤدي إلى وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة. ومن أبرز التحديات:
- التهديد المستمر لحياة المدنيين: رغم انتهاء المعارك في بعض المناطق، لا تزال الألغام تشكل خطرًا دائمًا، خاصة على الأطفال الذين لا يدركون خطورتها.
- التحديات الاقتصادية: تؤدي الألغام إلى تقليص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة والرعي، مما يهدد مصادر رزق الكثير من العائلات.
- ضعف الاستجابة الدولية: رغم المناشدات المستمرة، لا يزال هناك تقاعس دولي عن تقديم الدعم الكافي لإزالة الألغام وإعادة تأهيل المتضررين.
الجهود المطلوبة لمواجهة الأزمة
لمعالجة هذه الأزمة المتفاقمة، يجب اتخاذ عدة إجراءات:
- تعزيز عمليات إزالة الألغام: يتطلب ذلك دعمًا تقنيًا وتمويليًا من المنظمات الدولية لضمان تنظيف المناطق المتضررة.
- حملات توعية: نشر الوعي بين السكان، خاصة الأطفال، حول مخاطر الألغام وكيفية تجنبها.
- توفير الدعم للضحايا: إنشاء برامج تأهيلية للمتضررين لضمان إعادة اندماجهم في المجتمع.
إن معاناة السوريين من مخلفات الحرب لا تزال مستمرة، مما يستوجب تحركًا دوليًا ومحليًا جادًا لحماية المدنيين وتقليل الخسائر البشرية. يبقى الأمل في أن تسهم الجهود المبذولة في الحد من هذه المأساة وإعادة الأمان للمجتمعات السورية المتضررة.