قرارات رسمية وتحركات ميدانية في الساحل السوري ج2

رزان الحاج

2025.03.10 - 12:17
Facebook Share
طباعة

 شهدت مناطق الساحل السوري في الأيام الأخيرة تطورات متسارعة بعد انتشار تقارير وشهادات حول انتهاكات وقعت خلال العمليات العسكرية، وقد لقيت هذه الأحداث ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحف العربية والعالمية، مما زاد من الضغوط الداخلية والدولية لمعالجة الوضع.


في ضوء التصعيد الحاصل، أصدرت الجهات الرسمية قرارًا بإنهاء العمليات العسكرية في المنطقة وإخراج كافة الفصائل، لا سيما الجماعات الأجنبية المتشددة، من الساحل. كما تقرر دخول قوات الأمن العام إلى المناطق التي شهدت اضطرابات، بهدف إعادة الاستقرار وحماية المدنيين وممتلكاتهم، إلى جانب استعادة بعض المسروقات.


رغم القرارات الرسمية، أفادت مصادر محلية بوقوع اشتباكات بين قوات الأمن العام وبعض الفصائل التي لم تلتزم بتوجيهات وزارة الدفاع بشأن الانسحاب. وبحسب الشهادات الواردة، فإن بعض هذه الفصائل لا تزال متواجدة في بعض القرى، ما أدى إلى استمرار المواجهات بين الطرفين.


وفيما تتباين الروايات حول مدى الانتهاكات التي وقعت، أكدت الحكومة السورية اعترافها بحدوث تجاوزات، مشيرةً إلى أنها بصدد متابعة القضية، كما أعلن الرئيس أحمد الشرع عن تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.


وفقًا للمصادر الرسمية، لم تكن القيادات العليا في البلاد، وعلى رأسها الرئيس أحمد الشرع، راضية عن تطورات الأحداث في الساحل، وسعت منذ البداية إلى احتواء الأزمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحلّها في أسرع وقت ممكن.


ومن جانب آخر، لقي عناصر الأمن العام إشادة واسعة لدورهم في حماية المدنيين خلال هذه الأحداث، حيث أفادت تقارير بأنهم تدخلوا لوقف التجاوزات واستعادة الأمن، ما جعلهم موضع ترحيب من قبل الأهالي في المناطق المتضررة.


مع هدوء التوترات نسبيًا، يبقى السؤال المطروح حول مدى نجاح القرارات الحكومية في إنهاء الأزمة بالكامل، ومدى قدرة الجهات الرسمية على فرض سيادة القانون ومنع تكرار مثل هذه الحوادث. فيما ينتظر الشارع السوري نتائج التحقيقات الرسمية والإجراءات التي ستُتخذ بحق المسؤولين عن التجاوزات التي وثقتها مصادر عدة.


وفي ظل هذه التطورات، يؤكد المراقبون أهمية اتخاذ خطوات شاملة لمعالجة تداعيات الأحداث الأخيرة، بما يضمن عدم انزلاق البلاد إلى مزيد من التوترات، ويعزز الأمن والاستقرار في مختلف المناطق.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2