السوريات في اليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء

2025.03.09 - 10:55
Facebook Share
طباعة

 احتفلت النساء السوريات باليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء هذا العام في وقت مفصلي يشهد فيه البلد تغيرات سياسية واجتماعية كبيرة، فقد دخلت سوريا مرحلة جديدة منذ سقوط حكم الأسد، حيث تم تحرير البلاد من الاستبداد الذي عانت منه النساء بشكل خاص، فقد كنَّ من أبرز ضحايا الحرب القاسية، استخدم النظام أجسادهن كأداة حرب، فكنَّ ضحايا للجوع والعطش والتهجير القسري، وكذلك التجويع، مما جعل معاناتهن تتجاوز أبعاد القهر المعنوي والاقتصادي.


على الرغم من ذلك، صمدت النساء السوريات في مواجهة هذه التحديات القاسية، وبرغم سياسة التنكيل التي تعرضن لها، تمسكن بنور الثورة التي مثلت الأمل في عالم يواجه قسوة وصراعًا لا حدود له، وقد كانت النساء حاضرات في مختلف ميادين النضال، يقدمن الدعم غير المشروط للثوار والمجتمع المدني، بل وكنَّ محركًا أساسيًا لتجديد العزيمة والمقاومة، ورغم الظروف الصعبة، أصررن على الاستمرار في حلمهن بمستقبل أكثر إشراقًا.


ومع مرور السنوات، يظل حلم السوريات هو بناء مستقبل أفضل لهن ولأسرهن، بعد سنوات من الدمار والتشويش النفسي والاجتماعي والاقتصادي، لقد تعرضت النساء إلى استغلال فاحش من قبل أطراف عديدة في الصراع السوري، بما في ذلك أمراء الحرب والنظام، فضلاً عن العنف المستمر والممارسات الممنهجة ضدهن، سواء كان عنفًا موجهًا على أساس النوع الاجتماعي أو عنفًا سياسيًا واقتصاديًا.


ومع اقتراب سوريا من مرحلة جديدة، يبقى الأمل قائمًا في أن تكون النساء جزءًا فعالًا في صنع القرار، إن مشاركة النساء في قيادة البلاد وتشريع حقوقهن ضمن دستور يضمن كرامتهن كمواطنات هو أولوية يجب أن تتحقق، لا بد من أن يتم تخصيص فصول في الدستور لحماية حقوق النساء وضمان تمثيلهن في جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية، وهذا حق مشروع، لأنهن ناضلن في وجه الاستبداد، وحملن أعباء الثورة إلى جانب الرجل دون تردد أو خوف.


إن تعزيز مشاركة النساء في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لم يعد مجرد مطلب، بل أصبح ضرورة ملحة، لقد أثبتت النساء في سوريا شجاعتهن وصمودهن طوال سنوات الحرب، وهن الآن يستحقن أن يكون لهن مكانة في بناء الوطن الجديد، ويجب أن تستمر هذه الجهود لدعم حقوق النساء وتمكينهن اقتصاديًا، حتى لا يُعاد تهميشهن أو استغلالهن مجددًا.


النساء السوريات أثبتن، خلال سنوات الحرب، أنهن قوة لا يُستهان بها في بناء المجتمع والمساهمة في بناء السلام. وكلما اقتربت سوريا من تشكيل مستقبلها الجديد، يبقى الطريق مفتوحًا أمامهن للمشاركة الفاعلة في القرارات التي تحدد مصير هذا البلد، إن المشاركة الحقيقية للنساء في السياسة والعمل المدني لا تقتصر على كونها حقوقًا، بل هي حجر الزاوية لبناء دولة جديدة قائمة على العدالة والمساواة.


لقد لعبت النساء دورًا محوريًا في تعزيز التماسك المجتمعي، وهن الآن يتطلعن إلى بناء بلد يتماشى مع طموحاتهن، بلد يوفر لهن الأمان، الذي يمثل العنصر الأساسي في نجاحهن وتقدمهن، إن المجتمع السوري بحاجة إلى إعادة النظر في المنظومة التشريعية والحقوقية، بما يتماشى مع المرحلة الجديدة التي يمر بها البلد، وذلك من أجل ضمان الحقوق المتساوية للنساء في كافة المجالات.


في هذا السياق، يتعين علينا كأفراد ومجتمع دعم هذه النساء اللواتي حملن عبء التاريخ، ورفضن الاستسلام للواقع الأليم، لقد كنَّ مثالًا للثبات والمقاومة في مواجهة أصعب الظروف، وما زلن يشكلن مصدر إلهام للأجيال القادمة، إن بناء مستقبل سوريا يعتمد على العمل المشترك بين جميع مكوناتها، ويجب أن تكون النساء جزءًا أساسيًا من هذا البناء.


نحتفل اليوم بنضال السوريات، ونؤكد أن الدور الذي لعبته النساء في الثورة السورية وفي الحياة العامة لا يمكن نسيانه، ويجب أن يتم تسليط الضوء على ذلك ودعمه بكل الوسائل الممكنة، لتكون النساء السوريات جزءًا أساسيًا من مستقبل سوريا المزدهر، بل وينبغي أن يكنَّ قائدات في هذا المستقبل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2