إسرائيل وتفكيك سوريا: استراتيجية النفوذ الدائم في الجنوب

2025.03.07 - 07:28
Facebook Share
طباعة

تواصل "إسرائيل" تنفيذ استراتيجيتها متعددة الأبعاد في سوريا، التي تهدف إلى إعادة هيكلة البلاد ككيان فدرالي مُفكَّك، مع التركيز على إنشاء منطقة نفوذ دائم في الجنوب. ورغم الإشارات الودية التي أرسلتها القيادة السورية الجديدة، لم تتراجع "إسرائيل" عن مخططها العسكري والاقتصادي والسياسي، خاصة مع استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة.

 

تحولات الاستراتيجية الإسرائيلية
في تصريحات علنية، أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر أن الاستراتيجية الجديدة تتجاوز الأبعاد الأمنية التقليدية، وتهدف إلى تحقيق مكاسب جيوسياسية دائمة. وخلال مؤتمر وزاري في بروكسل، أشار ساعر إلى أن "سوريا المستقرة لا يمكن أن تكون إلا فدرالية تضم كيانات ذات استقلالية"، ما يعكس مساعي "إسرائيل" لإنشاء كيان خاضع لنفوذها في الجنوب السوري.

 

من جانبه، ركّز نتنياهو على "حماية الدروز"، مشدداً على ضرورة منع دخول قوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد إلى جنوب دمشق، إضافة إلى مطالبته بنزع السلاح من محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء. تعكس هذه التصريحات توجس "إسرائيل" من النظام السوري الجديد، وما قد يفرضه عليها من تحديات مستقبلية.

 

دعم الانفصال وتقويض السلطة المركزية
وفقاً لتقرير نشرته جريدة "الأخبار"، تسعى "إسرائيل" إلى تعزيز نفوذها في الجنوب، مع دعم الأكراد في الشمال لتأسيس كيان موازٍ، مما قد يشجع أقليات أخرى على السعي للانفصال. كما تحاول الحفاظ على الوجود الروسي عبر قاعدتي طرطوس وحميميم، بينما تعمل على تقليص نفوذ الحكومة المركزية في دمشق.

 

التحديات أمام الاستراتيجية الإسرائيلية
ومع ذلك، تواجه "إسرائيل" عقبات كبيرة، إذ إن الساحة السورية تشهد صراعات بين قوى دولية وإقليمية قد تعرقل مخططاتها. كما أن التركيبة الداخلية المعقدة قد تؤدي إلى مقاومة شعبية لأي تحرك إسرائيلي يتجاوز الحدود المرسومة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 8