بريطانيا تتبنى استهدافًا في جرابلس.. تكثيف للضربات أم إعادة تموضع؟

سامر الخطيب

2025.03.06 - 08:01
Facebook Share
طباعة

 أعلنت بريطانيا اليوم، الخميس 6 من آذار، مسؤوليتها عن قصف بطائرة مسيرة استهدف شخصًا في مدينة جرابلس بريف حلب، شمالي سوريا، بتاريخ 25 من شباط الماضي.


التفاصيل الرسمية للعملية
في بيان رسمي عبر موقعها، أكدت الحكومة البريطانية أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني تواصل تنفيذ دوريات استطلاع مسلحة في سوريا لمواجهة تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرةً إلى أن العملية الأخيرة كانت موجهة لاستهداف أحد "الإرهابيين المعروفين" في التنظيم.


وجاء في البيان أن طائرة "ريبر" المسيّرة تعقبت الهدف لفترة قبل أن يتم رصده بمفرده على الأرض، ما مكّن القوات البريطانية من استهدافه بصاروخ "هيلفاير" دون تعريض المدنيين للخطر.


تباين الروايات حول القصف
بالتزامن مع الإعلان البريطاني، ذكر "الدفاع المدني السوري" أن شخصًا قتل جراء قصف جوي نفذته طائرة مجهولة بالقرب من قرية النصر السكنية جنوبي جرابلس. وأضاف أن فرق الإنقاذ انتشلت الجثة ونقلتها إلى مستشفى جرابلس، كما عملت على تأمين المكان من مخلفات القصف.


من جانبه، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن القصف نفذته طائرة يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، وأسفر عن مقتل شخص في المنطقة ذاتها.


تصاعد العمليات الجوية في سوريا
لم تكن هذه العملية هي الأولى من نوعها، إذ شهدت الأسابيع الأخيرة تكثيفًا للضربات الجوية من قبل التحالف الدولي في شمالي سوريا، مستهدفًا شخصيات بارزة في التنظيمات المتطرفة. ففي 21 من شباط، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للتحالف شخصًا قرب مدينة الدانا بريف إدلب، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية لاحقًا مسؤوليتها عن مقتل سامر بيرقدار، واصفةً إياه بأنه "زعيم تنظيم القاعدة في شمال غربي سوريا".


ويرى مراقبون أن هذه العمليات تعكس استمرار الاستراتيجية الغربية في التعامل مع بقايا التنظيمات المتطرفة عبر الضربات الجوية، خاصة في ظل تعقيد المشهد السياسي والعسكري في سوريا.


تكشف هذه الضربات عن تحولات في أساليب المواجهة الغربية للتنظيمات المتطرفة، إذ يبدو أن الاستهدافات باتت أكثر انتقائية ودقة، مع التركيز على تقليل الأضرار الجانبية. في الوقت ذاته، تثير هذه العمليات تساؤلات حول مدى التنسيق مع الفاعلين المحليين والإقليميين، خاصة في ظل تداخل النفوذ العسكري في سوريا بين قوات التحالف، وروسيا، وإيران، وتركيا.


كما تعكس العملية البريطانية استمرار اعتماد الدول الغربية على الطائرات المسيّرة كأداة رئيسية في مواجهة تهديدات الإرهاب، وهي استراتيجية ثبتت فعاليتها، لكنها تظل محل جدل قانوني وأخلاقي، خصوصًا في مناطق النزاع التي تعاني من غياب سلطة مركزية واضحة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7