حدد زعيم "حزب العمال الكردستاني"، عبد الله أوجلان، معالم مبادرته الجديدة بمطالب تتعلق بظروفه في السجن، إلى جانب رؤية سياسية مرتبطة بسلوك الحكومة التركية في الداخل. وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده المنطقة، وسط نقاشات حول مستقبل العلاقة بين أنقرة والقوى الكردية المختلفة.
مطالب وتحركات سياسية
أوجلان سلّم رسالة حول قضية المرأة ستُقرأ في جميع مدن تركيا خلال اليوم العالمي للمرأة، وفق ما أعلنته البرلمانية التركية عن حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" (DEM). كما أشار إلى أن تعيين أوصياء قضائيين على البلديات يشكل "عقبة أمام العملية السياسية"، مطالبًا بتحسين ظروف اعتقاله في سجن "إمرالي".
في السياق ذاته، أكد أوجلان أنه بحاجة إلى فريق عمل لمساعدته في إدارة المرحلة، سواء داخل السجن أو خارجه، وهو ما اعتُبر مطلبًا يعكس رغبته في ممارسة دور أكثر تأثيرًا في مستقبل حزبه والعملية السياسية.
موقف أنقرة والرد التركي
على الجانب الآخر، ردّت وزارة الدفاع التركية ببيان دعت فيه "العمال الكردستاني" إلى حل نفسه والتخلي عن العمل المسلح دون قيد أو شرط. كما أكد "حزب العدالة والتنمية" أن جميع أذرع الحزب في العراق وسوريا مطالبة بإلقاء سلاحها، بما في ذلك "قسد" و"PYD" و"YPG".
هذا التصعيد السياسي يأتي في وقت تسعى فيه أنقرة لتصفية الملف الكردي داخليًا وخارجيًا، خاصة مع اقتراب الانتخابات المحلية، حيث يبرز الملف الأمني كأحد العوامل الحاسمة في المعادلة السياسية التركية.
استجابة "العمال الكردستاني" ودور أوجلان
استجاب "العمال الكردستاني" لنداء أوجلان بإعلان وقف إطلاق النار مع تركيا، مع الإشارة إلى أن نزع السلاح بشكل كامل لا يمكن تنفيذه إلا تحت قيادة أوجلان شخصيًا. كما أبدى الحزب استعداده لعقد مؤتمر لحل نفسه، مشترطًا الإفراج عن زعيمه وتوفير الظروف المناسبة لهذا الأمر.
على صعيد متصل، أكد القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، أن دعوة أوجلان لا تعنيهم، باعتبارها موجهة فقط لـ"العمال الكردستاني". بينما أشار صالح مسلم، مؤسس "حزب الاتحاد الديمقراطي"، إلى أن التخلي عن السلاح يتطلب إنهاء التهديدات التركية المستمرة.
يبدو أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار مساعٍ لإعادة تشكيل المشهد السياسي، سواء داخل تركيا أو في مناطق نفوذ القوى الكردية. ورغم أن الحكومة التركية لم ترد بشكل مباشر على مطالب أوجلان، إلا أن إصرارها على تفكيك كافة أذرع "العمال الكردستاني" يعكس استمرار نهجها الصارم في التعامل مع الملف الكردي.
في ظل هذه التطورات، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى تأثير رسالة أوجلان على المشهد السياسي، وما إذا كانت ستشكل مدخلًا لحوار جديد، أم ستُواجه برفض قاطع من الجانب التركي، مما يؤدي إلى مزيد من التعقيد في الملف الكردي داخل تركيا وخارجها.