أزمة التعليم في الحسكة: آلاف الطلاب في مواجهة مستقبل مجهول

رزان الحاج

2025.03.06 - 07:38
Facebook Share
طباعة

 يواجه آلاف الطلاب في مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي في محافظة الحسكة السورية أزمة غير مسبوقة، بعد إغلاق باب التسجيل للامتحانات الرسمية من قبل الإدارة الجديدة في المنطقة. هذه الخطوة، التي حرمت العديد من الطلاب من فرصة مواصلة تعليمهم، أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط التعليمية والاجتماعية.


قيود على التسجيل ومناشدات بلا استجابة
رغم المناشدات المتكررة، لم تسمح الإدارة الجديدة بفتح باب التسجيل للطلاب الراغبين في التقدم لامتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي داخل المحافظة. وبدلاً من ذلك، دعت مديرية التربية في الحسكة الطلاب إلى تقديم طلباتهم للامتحانات في مدن أخرى مثل دير الزور أو حلب، وهو خيار غير عملي لكثير من العائلات بسبب التكاليف الباهظة للسفر وظروف المعيشة الصعبة التي يعاني منها سكان المنطقة.


يقول أحد أولياء الأمور: "هل يعقل أن يبقى مستقبل آلاف الطلاب معلقاً في المجهول؟ نحن نبيع لقمة عيشنا لتعليم أبنائنا، بينما الجهات المسؤولة تلتزم الصمت! أليس التعليم أمانة؟ أم أن الأمانة صارت ضريبة يدفعها الفقراء؟"


تداعيات الأزمة على الطلاب والمعلمين
لم تقتصر الأزمة على الطلاب وحدهم، بل امتدت لتشمل المعلمين أيضاً، حيث توقف دفع رواتبهم نتيجة عدم التنسيق بين الجهات التعليمية المختلفة. هذا الانقطاع في الرواتب أدى إلى عزوف العديد من المعلمين عن التدريس، مما زاد من تفاقم الأزمة التعليمية في المنطقة.


وفي ظل إغلاق المدارس التي كانت تعمل سابقاً، لجأ العديد من الطلاب إلى الدورات التعليمية الخاصة التي تُقام في المنازل، والتي تتطلب دفع مبالغ تتراوح بين 10 إلى 20 دولاراً أمريكياً لكل مادة شهرياً، وهو عبء إضافي على الأسر التي تعاني أصلاً من أوضاع معيشية متردية.


صراع إداري أم تهميش تعليمي؟
تعكس هذه الأزمة أحد أوجه التحديات التي تواجه العملية التعليمية في مناطق النزاع، حيث يتداخل البُعد السياسي مع الجوانب الخدمية، ما يؤدي إلى تعطيل قطاعات حيوية مثل التعليم. فمن جهة، يبدو أن غياب التنسيق بين الجهات المعنية وافتقارها إلى رؤية موحدة حول مستقبل التعليم في المنطقة فاقم المشكلة، ومن جهة أخرى، فإن الحلول المطروحة لا تراعي ظروف الطلاب وأسرهم، ما يجعلها غير قابلة للتطبيق.


ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة تعليمية في الحسكة، حيث يمكن أن يُحرم جيلٌ كامل من فرص التعليم، مما ينعكس سلباً على مستقبلهم وفرصهم في الحياة. ويرى البعض أن الحل يكمن في التوصل إلى تفاهمات بين الجهات المسؤولة لفتح باب التسجيل للطلاب داخل المحافظة، إلى جانب وضع خطط لدعم المعلمين مادياً لضمان استمرار العملية التعليمية.


مستقبل غامض بانتظار الحلول
وسط غياب أي تحركات جدية لحل الأزمة، يبقى آلاف الطلاب في الحسكة في حالة من الضياع، حيث يقترب موعد الامتحانات دون أن تتضح لهم سبل التقدم إليها. وبينما تزداد الضغوط على الأهالي والمعلمين، يبقى السؤال الأهم: هل ستتحرك الجهات المعنية لإنقاذ مستقبل هؤلاء الطلاب، أم أن التعليم سيظل رهينة التجاذبات السياسية والإدارية؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6