تعد المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في مختلف مناطق سوريا شاهداً حياً على الفظائع والانتهاكات التي ارتُكبت بحق الأبرياء والمعتقلين على يد النظام السابق، وتحتوي هذه المقابر على رفات ضحايا من مختلف الأعمار والفئات، وتعكس حجم المأساة التي عانى منها الشعب السوري على مدار سنوات الثورة، فمن الأطفال الأبرياء وصولاً إلى الرجال والنساء الذين كانوا ضحايا للقتل تحت التعذيب أو الإعدام، تبقى هذه الاكتشافات دليلاً دامغًا على جرائم لا يمكن تجاهلها.
توثيق المقابر الجماعية المكتشفة في فبراير
وفقًا لمنظمات حقوقية، تم توثيق ست مقابر جماعية خلال شهر فبراير، حيث تم العثور على رفات 1055 ضحية، بينهم أطفال ونساء، موزعين على عدة محافظات سورية على النحو التالي:
- مقبرة في دير الزور: ضمت رفات 6 أطفال.
- مقبرتان في حماة: ضمتا رفات 24 شخصًا، بينهم سيدة.
- مقبرة في درعا: ضمت رفات 5 أشخاص.
- مقبرتان في دمشق: ضمتا رفات 1020 شخصًا.
تفاصيل الجرائم
2 فبراير: عثر أهالي بلدة صبيخان في ريف دير الزور الشرقي على مقبرة جماعية خلف أبراج الكهرباء في بادية المنطقة، تضم رفات 6 أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا، وتشير التقارير إلى أن الأطفال كانوا يعملون في رعي الأغنام قبل أن يتم اختطافهم قبل نحو عام على يد مسلحين، في جريمة مروعة تعكس تصاعد الانتهاكات في المنطقة.
4 فبراير: اكتُشفت مقبرة جماعية تضم رفات أكثر من 17 مواطنًا من قرية بريديج بريف حماة الشمالي، حيث يُعتقد أنهم كانوا من المعتقلين الذين قضوا في عهد النظام البائد.
5 فبراير: عُثر على مقبرة جماعية تحتوي على 7 جثث (6 رجال وامرأة) داخل بئر في قرية البائي غربي حماة، حيث تمت تصفيتهم في عهد النظام البائد.
22 فبراير: في منطقة اللجاة بريف درعا، تم العثور على مقبرة جماعية في اللواء 34 قرب قرية المسمية، تضم 5 جثث لمواطنين تمت تصفيتهم في عهد النظام البائد، مع تقديرات تشير إلى وجود أكثر من 50 جثة أخرى، وسط صعوبات في الوصول إليها بسبب الأحوال الجوية.
24 فبراير: العثور على مقبرة جماعية في منطقة سبينة جنوب دمشق، تضم رفات 20 شخصًا على الأقل، داخل مبنى كان يُستخدم كمعتقل. الجثث كانت تحمل آثار إطلاق رصاص، وبعضها تعرض للحرق، بما في ذلك بقايا عظام أطفال.
28 فبراير: اكتشاف مقبرة جماعية ضخمة في دمشق تحتوي على رفات نحو 1000 شخص تعرضوا للقتل تحت التعذيب خلال عهد النظام البائد، بعد احتجازهم في مطار المزة العسكري، الذي يُعرف بسمعته السيئة في تعذيب المعتقلين وتنفيذ الإعدامات بحقهم.
المطالبات الدولية بالمحاسبة
مع تزايد الاكتشافات للمقابر الجماعية التي تضم رفات العديد من الأبرياء في مختلف المناطق السورية، يطالب حقوقيون بالتدخل العاجل لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم. إذ تشكل هذه الانتهاكات جرائم ضد الإنسانية، ولا بد من اتخاذ خطوات حاسمة لضمان محاسبة المسؤولين عنها وتقديم العدالة لآلاف الضحايا الذين قتلوا على يد النظام البائد.
إن استمرار الكشف عن هذه الجرائم يؤكد الحاجة الملحة لإجراءات دولية فعالة، سواء من خلال محاكمات دولية أو فرض عقوبات صارمة على المتورطين، لضمان عدم إفلاتهم من العدالة، ولإحقاق حقوق الضحايا وذويهم في معرفة مصير أحبائهم وإغلاق هذا الملف المأساوي بتحقيق العدالة والإنصاف.