تصاعد هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق نفوذ "الإدارة الذاتية" بسوريا

سامر الخطيب

2025.03.01 - 07:00
Facebook Share
طباعة

 شهدت مناطق نفوذ "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا تصاعدًا ملحوظًا في هجمات خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال الفترة الأخيرة، ما يؤكد استمرار نشاط التنظيم رغم الضغوط الأمنية المكثفة. ففي الساعات الماضية، نفذت خلايا التنظيم عمليتين استهدفتا مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إلا أن الهجومين لم يسفرا عن خسائر بشرية، واقتصرت الأضرار على الجوانب المادية.


تفاصيل الهجمات الأخيرة
في الحادثة الأولى، شن مسلحون من خلايا التنظيم، كانوا يستقلون دراجة نارية، هجومًا باستخدام سلاح رشاش استهدف نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد" على جسر المراشدة في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي. وعلى الرغم من كثافة النيران، لم تسفر العملية عن إصابات بين عناصر القوات، لكنها خلفت أضرارًا مادية بالموقع المستهدف.


أما الهجوم الثاني، فقد وقع على الطريق العام الواصل بين منطقتي النملية والصور شمالي دير الزور، حيث استهدف مسلحون تابعون للتنظيم مقرًا لقوات "قسد" هناك. ولم يسفر الهجوم عن خسائر بشرية، لكن الحادثة تعكس استمرار التهديد الأمني الذي يشكله التنظيم في المنطقة.


إحصائيات الهجمات منذ بداية عام 2025
وفقًا لمنظمات حقوقية، بلغ عدد العمليات التي نفذتها خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" ضمن مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" منذ مطلع العام 2025 نحو 29 عملية. وتنوعت هذه العمليات بين الهجمات المسلحة، والاستهدافات المباشرة، والتفجيرات، مما أدى إلى مقتل 12 شخصًا، بينهم 8 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية الموالية لها، بالإضافة إلى 4 عناصر من التنظيم نفسه.


توزيع العمليات جغرافيًا
- دير الزور: شهدت المحافظة العدد الأكبر من الهجمات، حيث سجلت 21 عملية، أسفرت عن مقتل 6 من العسكريين وإصابة 6 آخرين.

- الحسكة: نفذت خلايا التنظيم 7 عمليات، أدت إلى مقتل 6 أشخاص، بينهم 4 من عناصر التنظيم و2 من قوى الأمن الداخلي "الأسايش"، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين.

- الرقة: شهدت عملية واحدة استهدفت عنصرًا من "الأسايش"، مما أسفر عن إصابته بجروح.


تحليل وتوقعات مستقبلية
يشير تزايد وتيرة الهجمات إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يزال يمتلك قدرة على تنفيذ عمليات نوعية في مناطق "الإدارة الذاتية" رغم الحملات الأمنية المتواصلة ضده. ويعتمد التنظيم على أسلوب الهجمات السريعة والخاطفة، التي تستهدف نقاطًا عسكرية وعناصر أمنية، دون خوض مواجهات مباشرة طويلة الأمد.


من المتوقع أن تستمر قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في تنفيذ حملات أمنية لملاحقة الخلايا النائمة للتنظيم، لكن المعطيات الحالية تعكس صعوبة القضاء التام على هذه الخلايا في ظل التعقيدات الأمنية والجغرافية التي تشهدها المنطقة. ويبقى التحدي الأبرز هو الحد من قدرات التنظيم على تجنيد عناصر جديدة، إضافة إلى تفكيك شبكاته التي لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات تهدد الاستقرار في شمال وشرق سوريا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1