ترامب في ولايته الثانية: دبلوماسية صادمة ومسارات جديدة

2025.02.22 - 07:40
Facebook Share
طباعة

عندما تولى الرئيس دونالد ترامب منصبه للمرة الثانية، كان الجميع يتوقع أن سياساته ستثير ضجة كبيرة على الساحة الدولية. وبالفعل، لم تمضِ سوى أسابيع قليلة حتى تجاوزت تداعيات قراراته جميع التوقعات، سواء في لهجته الحادة أو في أسلوب تنفيذه غير التقليدي.
خلال حملته الانتخابية، اعتبر ترامب أن غيابه عن الحكم شهد كوارث متعددة، مؤكداً أنه لو كان رئيساً لما حدثت أزمات مثل الغزو الروسي لأوكرانيا أو الحرب في غزة. ورغم استحالة إعادة الزمن إلى الوراء، فإن السؤال المطروح الآن هو: هل سيتمكن ترامب من الوفاء بوعوده لحل هذه الصراعات؟


خارطة طريق ترامب لأوكرانيا

ترتكز رؤية ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا على عدة مبادئ أساسية:

وقف القتال والتركيز على الحلول الدبلوماسية.

قبول واقع استحالة عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل 2014، مما يعني أن القرم وشرق أوكرانيا قد لا يعودان إلى السيادة الأوكرانية.


استبعاد إمكانية انضمام أوكرانيا لحلف "الناتو".

في 18 فبراير/شباط، عقد اجتماع في الرياض بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، بحضور مسؤولين سعوديين، حيث استمر النقاش لخمس ساعات وانتهى بالاتفاق على مواصلة المحادثات.

 

تجاوز أوكرانيا وأوروبا في المفاوضات

لم تكن أوكرانيا جزءاً من هذه المحادثات، حيث اختارت الولايات المتحدة تجاوزها، إلى جانب الحلفاء الأوروبيين، لتجنب تعقيد المفاوضات. في الوقت نفسه، استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أنقرة، مؤيداً المبادرة الدبلوماسية لترامب، بينما شدد زيلينسكي على أن أوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها.
ترامب، الذي يضع المصالح المالية في قلب سياساته، طالب أوكرانيا بمقابل مادي يعادل 500 مليار دولار من المعادن الأرضية النادرة، مقابل الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لكييف. وهو ادعاء لم تؤكده أوكرانيا.

 

أوروبا في مأزق والولايات المتحدة تتجه للصفقة

مع تصاعد المجهود الحربي، لا تستطيع أوروبا الاستمرار دون الدعم الأميركي، لكن قادتها فشلوا في وضع خطة واضحة لمواصلة دعم أوكرانيا. في المقابل، صعد ترامب من هجومه على زيلينسكي، واصفاً إياه بأنه "كوميدي متواضع تحول إلى ديكتاتور بلا انتخابات"، مما يعكس نيته الواضحة لعقد صفقة مباشرة مع روسيا.
هذا التوجه يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة غير مسبوقة لتحقيق مكاسب دبلوماسية دون تقديم تنازلات. وفي الوقت ذاته، تجد أوكرانيا نفسها في موقف ضعيف، حيث يواجه زيلينسكي خطر فقدان الدعم الغربي، وربما تقديم تنازلات اقتصادية ضخمة.


توتر أميركي – أوروبي وواقع استراتيجي جديد

التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين تصاعدت بشكل ملحوظ، كما ظهر جلياً في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث شهدت تصريحات نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس انتقادات حادة للقيم الديمقراطية الأوروبية، مما أثار احتجاجات من المسؤولين الأوروبيين.
في ظل هذا المشهد المتغير، يبدو أن أوروبا قد تضطر إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية والبحث عن إطار جديد للدفاع الذاتي، في حال استمر ترامب في نهجه الذي يفضل الصفقات الثنائية على حساب التحالفات التقليدية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9