اشتباكات في نابلس وحصار في طولكرم واعتداءات للمستوطنين
تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا إسرائيليًا متزايدًا، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت البلدة القديمة في نابلس، بينما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية وآليات هدم إلى مدينة طولكرم، وواصلت حملات الاعتقال والمداهمات الليلية في عدة مناطق.
اشتباكات في نابلس
أفادت مصادر فلسطينية أن دوي انفجارات وإطلاق نار يُسمع بين الحين والآخر في البلدة القديمة بنابلس، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية. وبدأت المواجهات عندما تسللت وحدة إسرائيلية خاصة إلى المنطقة، وحين اكتُشف أمرها، استدعت قوات الاحتلال تعزيزات كبيرة، فرضت حصارًا على البلدة القديمة وأغلقت مداخلها. كما حاصرت منزلًا في حارة حبس الدم، واعتلت القناصة أسطح المنازل، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة.
وخلال الاقتحام، استهدفت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية بقنبلة صوت، فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة 11 مواطنًا برصاص الاحتلال، مشيرًا إلى أن الجنود منعوا طواقمه من الوصول إلى المصابين.
تصعيد في طولكرم وتهجير قسري
في طولكرم، عززت قوات الاحتلال وجودها في المدينة ومخيميها، طولكرم ونور شمس، حيث تواصل عدوانها لليوم الـ21 على التوالي. وأفادت مصادر فلسطينية بأن الاحتلال استولى على عدة منازل وحوّلها إلى ثكنات عسكرية، بعد إجبار سكانها على النزوح.
ووفقًا للمصادر، فإن نحو 10 آلاف فلسطيني اضطروا إلى مغادرة مخيمي طولكرم ونور شمس تحت وطأة التصعيد العسكري الإسرائيلي. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان على المدينة ومخيماتها خلال هذه الفترة بلغت 11 شهيدًا، وعشرات الجرحى.
كما فرضت قوات الاحتلال حصارًا على المنطقة، وقطعت الماء والكهرباء عن عدد من الأحياء، فيما تحتجز جثامين ثلاثة شهداء استُهدفوا في مخيم نور شمس.
عمليات دهم واعتقال في الضفة
امتدت الاعتداءات إلى مدن وبلدات أخرى، حيث اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم الأحد مناطق عدة، من بينها بيت لحم، سلفيت، قلقيلية، نابلس، ضاحية ذنابة بطولكرم، اليامون والسيلة الحارثية غرب جنين، مخيم الجلزون شمال رام الله، ودورا وصوريف قرب الخليل.
كما اقتحمت منزل الأسير المحرر نائل عبيد في العيساوية بالقدس المحتلة بعد ساعات من تحرره ضمن صفقة التبادل، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين. وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال شقيقة الأسير المحرر محمود الغليظ، الذي أُفرج عنه ضمن الدفعة السادسة من تبادل الأسرى.
اعتداءات المستوطنين
إلى جانب العمليات العسكرية، صعّد المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين، حيث هاجموا قرية جالود جنوب نابلس، وأحرقوا أحد المنازل. وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال الذين تواجدوا في المكان أطلقوا قنابل الصوت والغاز لتفريق الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي للهجوم.
وفي أم صفا، شمال غرب رام الله، أطلق المستوطنون الرصاص تجاه منازل المواطنين، فيما لم يُبلّغ عن إصابات. كما أقدم مستوطنون على إحراق خيام ومهاجمة مركبات بالحجارة في برية المنيا جنوب شرق بيت لحم.
تصعيد متواصل
منذ بدء العدوان على غزة، وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة. ووفق معطيات فلسطينية رسمية، فقد أسفرت هذه الهجمات عن استشهاد أكثر من 916 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14,500 آخرين.
