إسرائيل تتسلّم شحنة قنابل ثقيلة .. تفاصيل ودلالات

عادل أبو شحادة

2025.02.16 - 11:07
Facebook Share
طباعة

 أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية اليوم الأحد عن تسلّمها شحنة من القنابل الثقيلة من طراز "إم كيه 84"، وهي قنابل ذات قدرة تدميرية عالية كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد أوقفت تسليمها إلى تل أبيب خلال العدوان على غزة في مايو/أيار الماضي.


تفاصيل الشحنة ودلالاتها السياسية
أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الشحنة وصلت إلى إسرائيل الليلة الماضية، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى تل أبيب، في أول جولة له في المنطقة، والتي تشمل مناقشة اتفاق غزة والتطورات المتعلقة بالمرحلة الثانية من المفاوضات.


وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وصف الشحنة بأنها "إضافة استراتيجية مهمة"، معبراً عن شكره للرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته على "وقوفهم الحازم إلى جانب إسرائيل"، في إشارة إلى الدعم الأميركي غير المشروط الذي أعاد ترامب التأكيد عليه خلال لقائه الأخير برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.


خلفية قرار الحظر والتراجع عنه
خلال تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، خصوصاً مع اجتياح مدينة رفح في مايو الماضي، أوقفت إدارة بايدن شحنات هذه القنابل، والتي تزن كل واحدة منها طناً كاملاً، وتُعرف أيضاً باسم "مارك 84". جاء هذا القرار وسط تحفظ أميركي على الاجتياح، بسبب المخاوف من الاستخدام المكثف للقنابل في استهداف المدنيين والبنية التحتية.


ورغم هذا القرار، واصلت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة وفق صفقات سابقة، شملت تمويلات عسكرية بقيمة مليار دولار، مما يعكس استمرار الدعم الأميركي رغم بعض الخلافات التكتيكية حول طبيعة العمليات العسكرية الإسرائيلية.


لكن في تحول جذري، أعلن ترامب بعد لقائه نتنياهو إلغاء ما وصفه بـ "حظر الأسلحة الذي فرضه بايدن"، مما أدى إلى الإفراج عن الشحنة وتسليمها لإسرائيل فوراً.


صفقات أسلحة جديدة رغم التوترات السياسية
بالتزامن مع هذه التطورات، كانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في 7 فبراير/شباط عن صفقة أسلحة جديدة بقيمة 7 مليارات دولار لإسرائيل، متجاوزة بذلك المراجعات التي يجريها الكونغرس الأميركي على مثل هذه الصفقات، وتتضمن الصفقة:
آلاف القنابل والصواريخ المتطورة، ومنها صواريخ "هيلفاير" عالية الدقة.
تعزيز الترسانة الإسرائيلية بأنظمة قصف أكثر تطوراً.


هذا الدعم العسكري يأتي رغم تصاعد الانتقادات الداخلية في الولايات المتحدة بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في غزة، حيث يطالب بعض أعضاء الكونغرس بإعادة النظر في طبيعة الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل.


ما هي "إم كيه 84" ولماذا تُثير القلق؟
قنبلة "إم كيه 84" هي قنبلة غير موجهة من فئة "القنابل الثقيلة"، قادرة على اختراق الهياكل الخرسانية والمعادن السميكة، مما يجعلها شديدة التدمير عند استخدامها في المناطق المأهولة بالسكان.


تستخدم هذه القنابل عادة في استهداف المنشآت الحصينة، لكنها تُتهم أيضاً بأنها تتسبب في دمار واسع النطاق وخسائر بشرية كبيرة عند إسقاطها على مناطق سكنية، كما حدث في العديد من الهجمات الإسرائيلية السابقة في غزة.


انعكاسات هذه التطورات على الوضع الإقليمي
تصعيد محتمل في غزة: وصول هذه القنابل إلى إسرائيل قد يعني استعدادها لمواصلة عملياتها العسكرية بكثافة أكبر، خاصة مع التوترات المستمرة بعد عدم التزامها بشروط المفاوضات.


توتر في العلاقات الأميركية – الإسرائيلية: رغم دعم واشنطن العسكري المستمر، فإن إدارة بايدن كانت تحاول ضبط العمليات الإسرائيلية لمنع كارثة إنسانية في رفح، لكن مع تدخل ترامب، يبدو أن إسرائيل أصبحت الآن أقل تقيداً بأي قيود أميركية.


معارضة داخل الكونغرس: قد تواجه الإدارة الأميركية انتقادات متزايدة من الأوساط الديمقراطية التقدمية، التي تعارض تزويد إسرائيل بأسلحة تستخدم في استهداف المدنيين، ما قد يؤدي إلى مطالب بفرض رقابة أكبر على الصفقات المستقبلية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6