رؤية المحلل سيبر فلوتسكر الاسرائيلي حول دونالد ترامب وتأثيرها السياسي

عادل أبو شحادة

2025.02.05 - 08:09
Facebook Share
طباعة

مقدمة
يعد الصحفي الإسرائيلي سيبر فلوتسكر أحد أبرز المحللين السياسيين والاقتصاديين الاسرائيليين. في عدة مقالات وتصريحات، قدم فلوتسكر رؤى نقدية حول شخصية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مركزًا على جوانب تتعلق بإدارته السياسية، صفقاته التجارية، وتأثيره على السياسات الإسرائيلية والفلسطينية.

 


أولًا: نظرة فلوتسكر حول شخصية ترامب السياسية
يشير فلوتسكر إلى أن العديد من المحللين الإسرائيليين صوروا ترامب كرجل يسعى للسلام ويكره الحروب، وأنه مهتم بالحصول على جائزة نوبل للسلام. لكنه يشكك في مدى إدراك ترامب للواقع الجغرافي والسياسي، متسائلًا حتى عن معرفته بموقع النرويج. هذه السخرية تعكس تشكيك فلوتسكر في مدى وعي ترامب بالقضايا الدولية.

 


إضافة إلى ذلك، فإن ترامب معروف بميله لاتخاذ قرارات فردية بناءً على حدسه الشخصي وليس بناءً على دراسات أو استشارات معمقة، وهو ما يفسر تحركاته المفاجئة في السياسة الخارجية، مثل قراراته الأحادية بالانسحاب من اتفاقيات دولية مثل اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني. كما أن تعامله مع حلفائه التقليديين كان قائمًا على المصالح الاقتصادية والسياسية أكثر من الاستراتيجيات الدبلوماسية طويلة الأمد.

 


ثانيًا: تحليل الخطابات السياسية لترامب
استنادًا إلى تحليل فلوتسكر، فإن ترامب رغم إلقائه لآلاف العبارات السياسية، لم يصف نفسه سوى مرة واحدة بأنه "صانع سلام". وهذا يعكس تناقضًا بين الصورة التي رسمها بعض المحللين الإسرائيليين لترامب وبين خطابه الفعلي.

 


علاوة على ذلك، فإن أسلوب خطاب ترامب يتميز بالشعبوية، إذ يعتمد على الإثارة والتصعيد أكثر من التهدئة. ويستخدم لغة مباشرة لا تخلو من العبارات الهجومية، وهو ما جعل سياساته الداخلية والخارجية مثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بالهجرة، والعلاقات مع الحلفاء التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. كما أنه تبنى نهجًا قائمًا على القومية الاقتصادية من خلال سياساته الحمائية، التي انعكست في الحرب التجارية مع الصين.

 


ثالثًا: سياسة ترامب تجاه الحرب الإسرائيلية الفلسطينية
فوجئ فلوتسكر بأن أي محلل لم يتوقع أن ترامب سيطرح مشروع تهجير مليون ونصف فلسطيني من غزة، وهو ما يشير إلى أن تصرفات ترامب لم تكن تتماشى مع التوقعات السياسية، بل كانت غير تقليدية وصعبة التنبؤ.

 


إضافة إلى ذلك، فإن صفقة القرن التي أعلنها ترامب كانت إحدى أكثر خططه إثارة للجدل، حيث تضمنت مقترحات تتعلق بإعادة رسم الحدود، وتعزيز الاستيطان الإسرائيلي، وتقليص الدعم المالي الموجه للفلسطينيين. وقد أدت هذه السياسات إلى توتر كبير بين إدارة ترامب والقيادة الفلسطينية، التي رفضت الصفقة واعتبرتها تصفية للقضية الفلسطينية. علاوة على ذلك، فإن التحالف الأمريكي-الإسرائيلي تعزز في عهد ترامب بشكل غير مسبوق، حيث تم توسيع الاتفاقيات العسكرية والاستخباراتية بين الطرفين.

 


رابعًا: ترامب كرجل أعمال
أحد أكثر الجوانب التي ركز عليها فلوتسكر هو تاريخ ترامب في عالم الأعمال، حيث أكد أنه لم يكن مستثمرًا ناجحًا، بل مغامرًا وضع أموالًا ضخمة -لم تكن ملكه- في مشاريع فاشلة، وكاد أن يعلن إفلاسه عدة مرات. على عكس الصورة التي حاول ترامب تسويقها كرجل أعمال ناجح، يرى فلوتسكر أن سجله مليء بالإخفاقات.

 


بالإضافة إلى ذلك، فإن ترامب اعتمد بشكل كبير على الدعاية الشخصية والترويج الذاتي، حيث استخدم منصات الإعلام والتلفزيون، مثل برنامجه الشهير The Apprentice، لتعزيز صورته كرجل أعمال ناجح، رغم أن شركاته عانت من مشكلات مالية متعددة. كما أنه واجه العديد من القضايا القانونية المتعلقة بفساد مالي وتهرب ضريبي، وهو ما أثر على مصداقيته في الأوساط الاقتصادية والسياسية.

 


خامسًا: تأثير تصريحات فلوتسكر
تثير آراء فلوتسكر نقاشًا واسعًا حول كيفية فهم ترامب داخل الأوساط الإسرائيلية والدولية. فبينما يعتبره بعض الإسرائيليين الحليف الأقوى، يحذر آخرون، مثل فلوتسكر، من المبالغة في توقعاته السياسية والاقتصادية.

 


ومن الجدير بالذكر أن ترامب حظي بدعم كبير من اليمين الإسرائيلي، خاصة بسبب قراراته التي اعتُبرت داعمة للموقف الإسرائيلي، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. لكن في الوقت نفسه، يعتقد منتقدوه أنه لم يكن لديه استراتيجية طويلة الأمد، بل كانت قراراته مبنية على مكاسب سياسية قصيرة المدى. كما أن انسحابه من العديد من المعاهدات الدولية أثر على صورة الولايات المتحدة كقوة عالمية.

 


خاتمة
يعكس تحليل فلوتسكر رؤية نقدية حادة لدونالد ترامب، حيث يشكك في مدى قدرته على تحقيق السلام أو إبرام صفقات ناجحة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. تفتح هذه الانتقادات بابًا أمام تقييم أكثر موضوعية لدور ترامب وتأثيره على السياسة الإسرائيلية والأمريكية. وبالنظر إلى توجهاته السياسية المتقلبة، يبقى السؤال حول إرثه الحقيقي وتأثيره طويل الأمد محل جدل واسع بين المحللين والخبراء. كما أن الانقسام العميق الذي أحدثه في الداخل الأمريكي والخارج يظل نقطة حاسمة في تقييم فترته الرئاسية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9