تصاعد العنف في منبج: تفجير يستهدف عمال زراعة ويوقع قتلى وجرحى

سامر الخطيب

2025.02.03 - 11:56
Facebook Share
طباعة

 شهدت مدينة منبج، الواقعة شرقي محافظة حلب، مجزرة مروعة إثر تفجير سيارة مفخخة استهدف مركبة تقل عمال زراعة، ما أسفر عن مقتل 15 شخصًا بينهم 14 امرأة ورجل واحد، إضافة إلى إصابة 15 امرأة بجروح متفاوتة الخطورة، بعضها بحالة حرجة، وفقًا لما أعلنه "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) اليوم، الاثنين 3 شباط 2025.


حصيلة مرشحة للارتفاع وسط أوضاع إنسانية متدهورة
أكد "الدفاع المدني" أن جميع الضحايا من عمال الزراعة، مشيرًا إلى أن هذه الحصيلة أولية، وقد ترتفع نظرًا لوجود مصابين في حالات خطيرة. ويأتي هذا التفجير ضمن سلسلة هجمات مماثلة شهدتها المدينة في الأسابيع الأخيرة، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية.


تصاعد الهجمات في منبج ومحيطها
تعرضت منبج ومناطق أخرى بريف حلب الشرقي خلال الأشهر الأخيرة لهجمات متكررة بواسطة سيارات مفخخة وقصف مدفعي، غالبًا ما تتهم مصادر محلية "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالمسؤولية عنها. وتأتي هذه الهجمات في أعقاب سيطرة "الجيش الوطني السوري" على المدينة في 6 كانون الأول 2024، ضمن عملية "فجر الحرية" التي أدت إلى انسحاب "قسد" من المنطقة.


هجوم متكرر: سبعة تفجيرات خلال 40 يومًا
التفجير الأخير يعد السابع من نوعه في منبج منذ 24 كانون الأول 2024، ما يعكس تصاعد العنف في المدينة رغم الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار. وتزامن ذلك مع هجمات سابقة كان آخرها في 1 شباط، حين قُتل أربعة مدنيين، بينهم طفلان وامرأة، وأُصيب تسعة آخرون إثر تفجير سيارة مفخخة.


وفي 23 كانون الثاني، انفجرت سيارة مفخخة قرب مدرسة مقابل المستشفى الوطني على طريق منبج–حلب، مما أدى إلى وفاة مدني وإصابة أربعة آخرين، إضافة إلى أضرار لحقت بالمدرسة وممتلكات المدنيين.


انعكاسات خطيرة على الحياة اليومية
أشار "الدفاع المدني" إلى أن استمرار الهجمات ضد المناطق المدنية يهدد حياة السكان ويزيد من معاناتهم الإنسانية، خاصةً في ظل محاولاتهم التعافي من آثار الحرب الطويلة التي استمرت قرابة 14 عامًا. كما تؤدي هذه التفجيرات إلى تقويض الأنشطة الزراعية والتعليمية، وإجبار المدنيين على النزوح مجددًا بحثًا عن الأمان.


سلسلة انفجارات سابقة في منبج
منذ سيطرة "الجيش الوطني السوري" على منبج، شهدت المدينة تفجيرات متكررة كان أولها في 24 كانون الأول 2024، عندما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة مدنية وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين، بينهم طفلان، إضافة إلى اندلاع حرائق وأضرار في الممتلكات.


وفي 19 كانون الثاني، أُصيب ثلاثة مدنيين بانفجار سيارة مفخخة في قرية الكابرجة على طريق قرية أبو قلقل قرب منبج.


كما شهدت المدينة تفجيرات أخرى لم تسفر عن خسائر بشرية، لكنها أدت إلى أضرار مادية، منها انفجار قرب المسجد الكبير بشارع السرايا في 27 كانون الأول 2024، وآخر في شارع الرابطة بتاريخ 17 كانون الثاني 2025.


مخاوف متزايدة من تفاقم الأوضاع
في ظل تكرار الهجمات واستمرار التوتر الأمني، يبقى مصير سكان منبج معلقًا بين محاولات الاستقرار وخطر التصعيد العسكري، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل المدينة وإمكانية تحقيق الأمن فيها بعد سنوات من النزاع الدامي.


منبج، مدينة استراتيجية تقع في ريف حلب الشرقي، تعد واحدة من أهم المناطق في الشمال السوري نظرًا لموقعها الجغرافي الذي يربط بين حلب والرقة والحدود التركية. اكتسبت المدينة أهمية كبرى خلال الصراع السوري بسبب موقعها المحوري على خطوط التجارة والإمداد العسكري. خضعت منبج لعدة أطراف متصارعة منذ اندلاع الحرب، حيث سيطرت عليها فصائل مختلفة بدءًا من المعارضة السورية، مرورًا بتنظيم "داعش" الذي جعلها معقلًا له حتى عام 2016، قبل أن تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم من التحالف الدولي. في ديسمبر 2024، استعاد "الجيش الوطني السوري" المدينة ضمن عملية "فجر الحرية"، مما زاد من حدة التوترات بين الفصائل المختلفة، خاصة مع استمرار الهجمات والتفجيرات التي تستهدفها، ما يجعلها نقطة نزاع رئيسية في الشمال السوري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9