سلّمت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة ح م اس، الأسير الإسرائيلي كيث سيغال، الحامل للجنسية الأميركية، إلى الصليب الأحمر الدولي في ميناء مدينة غزة، وذلك بعد وقت قصير من تسليمها الأسيرين ياردن بيباس وعوفر كالدرون في خان يونس، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة "طوفان الأحرار".
وأظهرت مشاهد التسليم احتشاد مئات من مقاتلي القسام والمواطنين الفلسطينيين في ميناء غزة، حيث تم تسليم سيغال، الذي كان من المفترض الإفراج عنه في وقت سابق، إلا أن الاحتلال عرقل العملية.
مراسم التسليم ورسائل المقاومة
خلال عملية التسليم، رُفعت صور قادة كتائب القسام الذين استشهدوا خلال المواجهات مع الاحتلال، وعلى رأسهم القائد العام محمد الضيف وأعضاء في المجلس العسكري. كما قدّمت وحدة الظل، المسؤولة عن احتجاز الأسرى، هديتين للأسير كيث سيغال: إحداهما له، والأخرى لزوجته، التي كانت أسيرة لدى القسام وأُفرج عنها خلال الهدنة الأولى.
وظهر عدد من مقاتلي القسام حاملين أسلحة غنموها خلال المعارك، بينما حمل آخرون بنادق الغول المطورة محليًا. كما شوهد أحد المقاتلين يحمل صورة القائد محمد الضيف والقادة الشهداء، في مشهد يعكس رمزية التحدي والاستمرارية في المقاومة.
ظهور قيادات القسام يفنّد ادعاءات الاحتلال
أفادت مصادر صحفية بأن قائد كتيبة الشاطئ في كتائب القسام، هيثم الحواجري، تواجد خلال عملية تسليم كيث سيغال، رغم ادعاء الاحتلال اغتياله في الشهر الثاني من الحرب.
وأثار ظهوره اهتمامًا واسعًا في الإعلام الإسرائيلي، حيث قال مراسل إذاعة جيش الاحتلال:
"إذا ظهر قائد كتيبة الشاطئ خلال تسليم الأسير، فهذه هي الحالة الثالثة التي يتضح فيها أن الجيش الإحتلال لم يقتل أشخاصًا أعلن عن تصفيتهم. الأمر ذاته ينطبق على قائد كتيبة بيت حانون، الذي زاد من ظهوره العلني في المنطقة خلال الأيام الأخيرة."
رسالة ح م اس: المقاومة مستمرة والاحتلال يماطل
في بيان لها، أكدت حركة حماس أن عملية التبادل اليوم جاءت في إطار صفقة "طوفان الأحرار"، حيث تم الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية، مقابل إطلاق دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين.
وأضافت الحركة أن مراسم التسليم أمام منصة تحمل صور القادة الشهداء، تأتي كـ*"رسالة عهد ووفاء تؤكد استمرار نهج المقاومة"*، مشددة على أن الرعاية الصحية التي حظي بها الأسير كيث سيغال رغم ظروف الحرب، تعكس قيم المقاومة وأخلاقياتها، في مقابل الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.
واختتم البيان بالتأكيد على أن نجاح المقاومة في تنفيذ عملية التبادل الرابعة بكل دقة وإبداع، هو دليل على التزامها ببنود الاتفاق، داعيةً إلى الضغط على الاحتلال لوقف مماطلته ومراوغته في تنفيذ البنود الإنسانية للصفقة.