سوء التغذية في الدول النامية وغزة: خطر يستدعي التحرك العاجل

2025.01.31 - 07:56
Facebook Share
طباعة

يواجه الناجون القادرون على توفير مستويات كافية من التغذية في غزة تهديدًا خطيرًا يتمثل في المشاكل الصحية المزمنة المرتبطة بسوء التغذية، وخاصة لدى الأطفال. هذه المشكلة تشكل مصدر قلق عالمي يتطلب الاستجابة السريعة.


في تقريرها، أشارت وكالة "رويترز" إلى أن المجاعات وأزمات الغذاء الحادة كانت لها تأثيرات ضخمة على السكان في جميع أنحاء العالم النامي خلال العام الماضي، من هايتي إلى أفغانستان والسودان، إضافة إلى غزة.


تظهر تقديرات برنامج الأغذية العالمي التابعة للأمم المتحدة أن حوالي 131 مليون طفل، بينهم 40 مليون دون سن الخامسة، يعيشون في مناطق تعاني من أزمات غذائية حادة حول العالم. كما أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن نحو 4.7 مليون امرأة حامل يعشن في تلك المناطق أيضًا، وهذه التقديرات مستندة إلى أحدث البيانات المتاحة من البلدان التي خضعت لتقييمات مناسبة.


وفقًا لعلماء وخبراء في مجال التغذية ومنظمات إنسانية، يمكن أن تتسبب الأزمات الصحية المزمنة الناجمة عن سوء التغذية لدى الأطفال في تداعيات كبيرة. فقد أظهرت دراسات متعددة أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد قد لا يصلون إلى إمكاناتهم المعرفية أو البدنية الكاملة، مما قد يؤثر على جودة حياتهم في المستقبل.


أظهرت دراسات أيضًا أن سوء التغذية خلال الطفولة، وحتى خلال فترة الحمل، مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وغيرها من الأمراض غير المعدية في مراحل لاحقة من الحياة.


وأعرب البروفيسور ماركو كيراك، أستاذ التغذية بكلية لندن للصحة العامة وطب المناطق الحارة، عن قلقه من أن التركيز على الجوانب القصيرة الأجل لسوء التغذية قد يغفل الآثار طويلة الأمد التي ستستمر حتى بعد انتهاء الأزمات.


بالإضافة إلى ذلك، في العديد من البلدان التي تعاني من أزمات غذائية، يستمر الفقر والحروب والصراعات لفترات طويلة بعد انتهاء الأزمة، مما يعيق قدرة الأطفال على الحصول على الغذاء والرعاية الصحية الكافية.


قالت هانا ستيفنسون، مسؤولة التغذية في منظمة إنقاذ الطفولة، إن قياس عدد المتضررين ومقدار الأثر على المدى القصير والطويل أمر صعب، لكن من المؤكد أن زيادة حدة سوء التغذية تعني صعوبة أكبر في التعافي.


وشددت ستيفنسون وخبراء آخرون على أهمية الفترة الزمنية لسوء التغذية، موضحةً أن المجاعات وأزمات الغذاء يمكن أن تسبب أضراراً دائمة للمجتمع ككل، مع خطر تكوين جيل يعاني من عجز جسدي


ومن جانبه، قال البروفيسور مبارك أبيرا، الباحث في مجال تغذية الأطفال والأمهات والصحة العقلية بجامعة جيما في إثيوبيا، والذي عاش تجربة المجاعة في الثمانينيات، "الأمر يؤثر على الشخص، الأسرة، والبلد بشكل عام."


إن الوضع في غزة والوضع الأمني والاقتصادي في الدول النامية الأخرى يتطلبان جهودًا منسقة دوليًا للتخفيف من آثار سوء التغذية وضمان مستقبل صحي للأطفال. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2