أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على مدينة أم روابة، ثاني أكبر مدن ولاية شمال كردفان، بعد معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر على المدينة منذ سبتمبر 2023.
وفي بيان رسمي، أكد الجيش أن قواته تمكنت من تطهير المدينة بالكامل، مُلحِقًا خسائر فادحة في صفوف قوات الدعم السريع. وأضاف البيان: "بحمد الله وتوفيقه، تمكنت قواتنا المسلحة من فرض سيطرتها على أم روابة، وتكبيد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات."
أهمية أم روابة استراتيجيًا
تُعد أم روابة مركزًا تجاريًا رئيسيًا، حيث تضم سوقًا كبيرًا للحبوب الزيتية، كما أنها نقطة رئيسية في شبكة النقل، إذ تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالعاصمة الخرطوم وميناء بورتسودان شرق البلاد عبر شبكة من الطرق البرية والسكك الحديدية.
تقدم عسكري متواصل للجيش السوداني
تأتي هذه الاستعادة في سياق هجوم واسع يشنّه الجيش منذ أشهر ضد قوات الدعم السريع على عدة محاور. وخلال الأيام الأخيرة، تمكن الجيش من تحقيق سلسلة انتصارات ميدانية، كان أبرزها السيطرة على وسط مدينة بحري شمال الخرطوم، واستعادة السيطرة على جسر المك نمر الذي يربط العاصمة بمدينة بحري، وذلك لأول مرة منذ 21 شهرًا، مما يعزز موقفه في معركة الخرطوم والقصر الرئاسي.
حرب دامية وأزمة إنسانية متفاقمة
منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، أسفرت المواجهات عن أكثر من 20 ألف قتيل وفق تقديرات الأمم المتحدة، إضافة إلى 14 مليون نازح ولاجئ. ومع ذلك، أشارت دراسات أكاديمية من جامعات أمريكية إلى أن عدد القتلى قد يكون أكبر بكثير، متجاوزًا 130 ألف قتيل.
وسط هذه الأوضاع، تزداد المخاوف من مجاعة كارثية تهدد الملايين، خاصة مع استمرار المعارك وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة.