واشنطن قلقة من إغلاق الصين قناة بنما إذا نشب صراع

2025.01.31 - 11:03
Facebook Share
طباعة

أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه "ليس لديه أدنى شك" في أن الصين تمتلك خطة طوارئ لإغلاق قناة بنما في حال نشوب صراع مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن واشنطن تعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وستعمل على معالجته.


تحذيرات من النفوذ الصيني في الممر المائي الاستراتيجي


قبل أيام من زيارته المرتقبة إلى أميركا الوسطى، وهي أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه الجديد، أعاد روبيو التأكيد على المخاوف التي عبّر عنها الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن النفوذ الصيني في قناة بنما.


وفي مقابلة مع إذاعة "سيريوس إكس إم"، قال روبيو إن هناك شركة مقرها هونغ كونغ تدير ميناءين استراتيجيين عند مدخلي القناة على المحيطين الأطلسي والهادي، مشيرًا إلى أن هذه الشركة يجب أن تنفذ أي تعليمات تصدرها الحكومة الصينية.

وأضاف:
"إذا طلبت منها الحكومة الصينية خلال أي صراع إغلاق قناة بنما، فسيتعين عليها فعل ذلك. وفي الواقع، ليس لدي أدنى شك في أن لديهم خطة طوارئ للقيام بذلك. وهذا يمثل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة."


ترامب وجدلية استعادة القناة
سبق أن وجه ترامب، خلال خطاب تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، اتهامات إلى بنما بـ"خرق الوعود" التي قدمتها عند النقل النهائي للقناة في 1999، زاعمًا أنها تنازلت عن تشغيلها للصين. وتعهد حينها بأن الولايات المتحدة "ستستعيد القناة"، لكنه لم يحدد متى أو كيف سيتم ذلك.


بنما تنفي أي تنازل عن القناة للصين


من جانبها، نفت الحكومة البنمية بشدة أي تنازل عن تشغيل القناة، مؤكدة أنها تديرها بشكل مستقل وعادل لجميع الشحنات.


وفي تصريحات صحفية، استبعد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو مناقشة قضية القناة مع روبيو خلال زيارته المرتقبة، قائلاً: "القناة تابعة لبنما، وليس هناك ما يستدعي إعادة فتح هذا النقاش."


وفي حين أن القناة نفسها تحت الإدارة البنمية، إلا أن ميناءين رئيسيين عند مداخلها تديرهما شركة صينية، بينما تدير شركات أميركية وسنغافورية وتايوانية موانئ أخرى قريبة.


واشنطن تعتزم معالجة "التهديد الصيني"


لم يكرر روبيو تعهد ترامب باستعادة القناة، لكنه شدد على أن واشنطن لن تتجاهل النفوذ الصيني المتزايد، مضيفًا أن الوضع الحالي "لا يمكن أن يستمر".


وقال روبيو:
"أستطيع أن أزعم أن القناة بالفعل في أحضان الصينيين، وهذا أمر يجب معالجته في أقرب وقت."


جولة في أميركا الوسطى لتعزيز سياسة "أميركا أولًا"


اعتبارًا من السبت المقبل، يبدأ روبيو جولة تشمل خمس دول في أميركا الوسطى، على أن يستهلها بزيارة بنما.


ويهدف المسؤول الأميركي إلى تعزيز سياسة "أميركا أولًا" التي ينادي بها ترامب، خاصة فيما يتعلق بمراقبة النفوذ الصيني، والهجرة غير الشرعية، وتأمين المصالح الأميركية في المنطقة.


ويرى خبراء أن نهج ترامب وروبيو يعيد إلى الأذهان "دبلوماسية العصا" التي استخدمتها الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، حين لوّحت بالقوة العسكرية لفرض سيطرتها على الممرات الاستراتيجية، بما في ذلك خلال بناء قناة بنما.


هل تتجه واشنطن إلى مواجهة مع الصين في بنما؟
تصاعد الجدل حول النفوذ الصيني في قناة بنما يعكس قلقًا أميركيًا متزايدًا من تمدد بكين في أميركا اللاتينية، وهو ما قد يؤدي إلى إجراءات أميركية أكثر صرامة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بين أكبر اقتصادين في العالم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4