صرّح بالاكريشنان راجاجوبال، المقرر الأممي المعني بالحق في السكن، بأن الدمار الذي لحق بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يعادل في شدّته ما شهدته الحرب العالمية الثانية بين عامي 1939 و1945، معتبرًا أن ما يحدث في القطاع يمثل "إبادة جماعية".
دمار غير مسبوق
وفي مقابلة معه، أشار راجاجوبال إلى أن حجم الدمار في غزة فاق كل التوقعات، واصفًا إياه بأنه "غير مسبوق من حيث نطاقه ووحشيته وتأثيره الهائل على الفلسطينيين". وأضاف أن أكثر من 80% من المنازل في القطاع دُمّرت بالكامل، مؤكدًا أن الوضع "يفوق حتى ما حدث في مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية".
وأوضح أن سكان غزة يواجهون تحديات هائلة وسط الأنقاض، حيث يكافحون لإزالة الحطام وإعادة بناء حياتهم.
استهداف شامل للبنية التحتية
وأشار المقرر الأممي إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يقتصر في هجماته على المنازل، بل طال الدمار المباني الدينية والمدارس والمستشفيات والمحال التجارية، مؤكدًا أنه "لم يشهد مثل هذا المستوى من التدمير طوال أكثر من 40 عامًا من عمله في العلاقات الدولية".
كما لفت إلى أن الفلسطينيين الذين عادوا إلى غزة أو أُجبروا على النزوح يعانون من صدمة كبيرة، متسائلين عن كيفية إعادة بناء ما تهدّم.
ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية
وشدد راجاجوبال على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع، خاصة فيما يتعلق بتوفير المأوى. وأكد أن إعادة الإعمار لا يمكن أن تبدأ قبل إزالة الحطام، محذرًا من مخاطر الذخائر غير المنفجرة التي لا تزال منتشرة في المناطق المدمرة.
وأوضح أن العديد من الدول مستعدة للمساعدة في إعادة إعمار غزة، لكنها تريد ضمانات بأن المباني التي ستُشيَّد لن يتم تدميرها مجددًا إذا استؤنف الصراع.
وقف العدوان وضمان حقوق الفلسطينيين
ودعا المقرر الأممي إلى احترام حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام. كما شدد على ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، مؤكدًا أهمية دور الدول الضامنة، وهي قطر ومصر والولايات المتحدة، في ضمان تنفيذه.
إبادة جماعية حقيقية
ووصف راجاجوبال ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية حقيقية"، مشيرًا إلى أن تحويل منطقة ما إلى مكان غير صالح للعيش هو بحد ذاته عمل من أعمال الإبادة الجماعية.
وأضاف: "وقف إطلاق النار لا يعني انتهاء الإبادة الجماعية، فطالما أن غزة غير صالحة للسكن، فإن عملية الإبادة لا تزال مستمرة".
كما أكد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة، مشددًا على أن "الجنود الإسرائيليين الذين ارتكبوا هذه الجرائم يجب أن يمثلوا أمام المحاكم الدولية".
اتفاق وقف إطلاق النار
وفي 19 يناير/كانون الثاني، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيّز التنفيذ، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية.
ويتألف الاتفاق من ثلاث مراحل، مدة كل منها 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض للوصول إلى وقف دائم للعدوان وإنهاء الحرب.
حصيلة الدمار والضحايا
وخلال الفترة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 159 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.