رسائل المقاومة في الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى: رموز ومعانٍ في قلب الدمار

2025.01.30 - 11:27
Facebook Share
طباعة

 من بين ركام البيوت التي دمرها الاحتلال في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، خرجت الأسيرة آغام بيرغر، التي تم تسليمها خلال الدفعة الثالثة من عملية التبادل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.


شهدت عملية التسليم هذه المرة العديد من المظاهر التي حملت رسائل واضحة إلى الجانب الإسرائيلي، حيث برز علم فلسطين وخريطتها بقوة في المشهد.


ورغم الدمار الهائل والغياب التام لمقومات الحياة، توافد مئات الفلسطينيين إلى ساحة الرزان وسط مخيم جباليا لحضور عملية التسليم. وأفاد مصدر فلسطيني بأن هذه الساحة كانت مسرحًا لمعارك ضارية خاضتها فصائل المقاومة ضد قوات الاحتلال، التي حاولت تهجير السكان والاستيلاء على جباليا ضمن ما عرف بـ"خطة الجنرالات" خلال الـ100 يوم الأخيرة من الحرب.


تعد هذه أول عملية تبادل أسرى تجري بعد بدء عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، حيث شهدت انتشارًا واسعًا لمقاتلي المقاومة الذين حمل بعضهم أسلحة "تافور" الإسرائيلية، التي غنموها خلال معركة "طوفان الأقصى".


في ساحة الرزان، نصبت المقاومة منصة للتسليم، تمامًا كما فعلت في العملية السابقة، ووضعت عليها يافطة كبيرة تحمل عبارات بالعبرية تتحدث عن الوحدات والألوية الإسرائيلية التي خاضت المعارك في مخيم جباليا.


من بين العبارات التي كتبتها المقاومة: "المقاومة هزمت غفعاتي"، في إشارة إلى لواء غفعاتي النخبوي الذي تكبد خسائر فادحة، بما في ذلك فقدان العشرات من جنوده وبعض قادته خلال معارك جباليا. كما تضمنت اليافطة كلمة "كفير"، في إشارة إلى لواء كفير النخبوي الذي تعرض لضربات موجعة في المخيم.


على منصة التسليم، وُضع علم وخريطة فلسطين دون أي أعلام أخرى لفصائل المقاومة، إلى جانب بندقية إسرائيلية نوعية لم يسبق الكشف عنها من قبل، ما يشير إلى رسالة أرادت المقاومة إيصالها.


كما رفعت المقاومة علمًا كبيرًا لدولة فلسطين فوق البناية المدمرة التي خرجت منها بيرغر، وهي تحمل شهادة تقدير تحمل شعار المقاومة. وأوضح المصدر أن وجود علم وخريطة فلسطين فقط يرمز إلى أن ما يحدث هو تبادل بين دولتين وليس بين دولة احتلال وجماعات مقاومة.


تسليم أمام منزل السنوار
من المقرر تسليم الأسيرين أرييل يهود وغادي موزيس أمام المنزل المدمر لزعيم حركة حماس الراحل يحيى السنوار في خان يونس جنوب القطاع.


وأفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن أحد الأسرى المشمولين في هذه الدفعة سيفرج عنه من منطقة في جباليا، التي شهدت مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود الإسرائيليين خلال الحرب.


بدأت عناصر المقاومة الانتشار في المناطق المحددة لعملية التسليم، وأقامت منصة مماثلة لما جرى في المرة السابقة.


من المخطط أن تفرج سلطات الاحتلال اليوم الخميس عن 110 أسرى مقابل إفراج حركة حماس عن 3 أسرى إسرائيليين، ضمن الدفعة الثالثة من التبادل، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.


وفقًا لما تسلمته حركة حماس، تضم قائمة المُفرج عنهم 32 محكومًا بالمؤبد، و48 من ذوي الأحكام العالية، و30 طفلًا.


سيتم إطلاق سراح 66 أسيرًا ونقلهم إلى الضفة الغربية، من بينهم زكريا الزبيدي، أحد الستة الذين تحرروا في "نفق الحرية" من سجن جلبوع. كما سيتم تحرير 14 أسيرًا مقدسيًا سينقلون إلى القدس، و9 أسرى سيتم ترحيلهم إلى غزة، بحسب هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني.


وأشار المصدر ذاته إلى أن 21 أسيرًا من ذوي الأحكام المؤبدة سيُبعدون إلى خارج فلسطين عبر مصر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7