وفد روسي في دمشق: مفاوضات حاسمة حول مستقبل قواعدها العسكرية

وكالة أنباء آسيا

2025.01.29 - 11:06
Facebook Share
طباعة

 وصل وفد روسي رفيع المستوى إلى سوريا، في أول زيارة منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، برئاسة ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف.


ورغم عدم كشف الجانبين عن تفاصيل الزيارة أو مدتها، إلا أن مصادر تشير إلى أن المحادثات ستتناول مصير القواعد العسكرية الروسية في البلاد، ولا سيما قاعدتي حميميم وطرطوس.


منذ سقوط الأسد، أصبح مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا غير واضح، فموسكو قامت بنقل معظم قواتها إلى قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية، ولم تصدر أي إشارات على نيتها إخلاء قاعدتيها بشكل كامل.


وتحتفظ روسيا بقاعدتين رئيسيتين في سوريا:
قاعدة طرطوس البحرية على البحر الأبيض المتوسط، والتي تعود للحقبة السوفياتية.
قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية، والتي أُنشئت عام 2015 خلال تصاعد النزاع في سوريا.


وتعتبر طرطوس نقطة إمداد لوجستية رئيسية لروسيا في البحر الأبيض المتوسط، بينما تعد حميميم قاعدة دعم للقوات الروسية في المنطقة. وقد حصلت موسكو على حقوق استخدام هذه القواعد بموجب عقد إيجار مدته 49 عامًا، تم توقيعه عام 2017.

 

تحركات دبلوماسية وتنافس دولي
قبل وصول الوفد الروسي إلى دمشق، كشفت صور أقمار صناعية عن وصول سفينتي شحن روسيتين إلى ميناء طرطوس، ما يشير إلى استمرار النشاط العسكري الروسي هناك. في المقابل، زار دمشق دبلوماسيون غربيون وأتراك خلال الفترة الماضية، مما يعكس سعي أطراف أخرى لتعزيز نفوذها في سوريا بعد سقوط الأسد.


خيارات موسكو ومصالحها
يرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندريه أونتيكوف أن الزيارة تهدف إلى إيجاد صيغة قانونية جديدة تضمن استمرار القواعد الروسية في سوريا، مقابل تقديم موسكو دعمًا سياسيًا واقتصاديًا وحتى عسكريًا للسلطات الجديدة، نظرًا لأن الجيش السوري يعتمد بشكل كامل على الأسلحة الروسية.


أما المحلل السياسي نيكولاي سوخوف، فيعتقد أن روسيا قد تجد نفسها مضطرة إلى قبول حلول وسط، مثل تشغيل القواعد على أساس تجاري، أو حتى التفاوض على خروج آمن لقواتها، كما يشير إلى أن النفوذ الروسي في سوريا قد يتراجع لصالح قوى أخرى مثل تركيا ودول عربية والولايات المتحدة.


تراجع النفوذ الروسي
في ظل التغيرات السياسية في سوريا، تجد موسكو نفسها في موقف تفاوضي ضعيف، خصوصًا أن نفوذها الاقتصادي كان محدودًا حتى في عهد الأسد مقارنة بإيران، لذلك، فإن قدرتها على فرض شروطها أصبحت أقل مما كانت عليه في السابق، مما يجعل مستقبل الوجود الروسي في سوريا موضع تساؤل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9