تصاعد التبادل العسكري بين إسرائيل وصربيا

2025.01.28 - 06:11
Facebook Share
طباعة

 كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن زيادة هائلة في صادرات الأسلحة من صربيا إلى الاحتلال الإسرائيلي بنسبة وصلت إلى 3000%، حيث بلغت قيمتها هذا العام 42 مليون يورو، وتأتي هذه الزيادة في ظل نقص حاد في العسكريين لدى جيش الاحتلال نتيجة القتال في غزة ولبنان، ما دفع تل أبيب إلى تكثيف مشترياتها العسكرية من بلغراد.


تفاصيل الصفقات العسكرية
بحسب تحقيق مشترك بين صحيفة "هآرتس" ومجموعة "BIRN"، بلغت صادرات الأسلحة الصربية إلى الاحتلال 23 مليون شيكل حتى سبتمبر 2024، قبل أن تتضاعف تقريباً بحلول نهاية العام. تم نقل هذه الأسلحة عبر جسر جوي غير مسبوق لتعويض النقص في الذخائر نتيجة الاستخدام المكثف لها خلال الحروب ضد غزة ولبنان عام 2023.


وأوضحت البيانات أن صربيا صدرت خلال أكتوبر الماضي أسلحة بقيمة 9.6 مليون يورو، نُقلت عبر طائرة إسرائيلية من طراز "بوينغ 747" إلى قاعدة "نفاتيم" العسكرية قرب بئر السبع، كما صدرت في ديسمبر شحنة أخرى بقيمة 9.7 مليون يورو عبر ثلاث طائرات إسرائيلية.


رفض الكشف عن التفاصيل
رغم هذه التحركات العسكرية، رفضت الحكومة الصربية الكشف عن تفاصيل مبيعات الأسلحة لدولة الاحتلال، معتبرة إياها "معلومات سرية".


وتداولت صور على الإنترنت تُظهر شحنات قذائف عيار 155 ملم في موقع محدد، حيث توقفت طائرة شحن إسرائيلية في بلغراد قبل أن تغادر إلى "نفاتيم"، وأشارت مصادر إلى إمكانية شحن الأسلحة بحراً عبر موانئ في سلوفينيا أو كرواتيا، وهو ما يُعتقد أنه بدأ بالفعل.


صفقات دفاعية متبادلة
لم تقتصر الصادرات الدفاعية على الأسلحة فقط، بل تضمنت تقنيات مراقبة وأجهزة استخبارات، فقد استخدمت الحكومة الصربية تقنيات إسرائيلية لمراقبة الصحفيين والمعارضين السياسيين، بما في ذلك أدوات تجسس متقدمة، كما وقعت صربيا صفقة ضخمة مع شركة "Elbit Systems" الإسرائيلية لشراء أنظمة مدفعية وطائرات بدون طيار بقيمة 335 مليون دولار.


دعم أممي لوقف المبيعات
على الرغم من دعوات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي، تستمر صادرات الأسلحة من صربيا، مما يثير جدلاً دولياً واسعاً حول دور صربيا في دعم الحروب الإسرائيلية.


الأبعاد السياسية والاقتصادية
يُرجع الباحث فوك فاكسانوفيتش من معهد السياسة الأمنية والاقتصادية في بلغراد، استمرار هذه الصادرات إلى اعتبارات مالية وسياسية، وتسعى صربيا لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، خصوصاً خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يُعرف بدعمه القوي لإسرائيل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10