سباق عالمي لإبرام صفقات تجارية لمواجهة تعريفات ترامب الجمركية

2025.01.28 - 11:35
Facebook Share
طباعة

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، شهد الاقتصاد العالمي تحولات متسارعة، حيث سارعت الدول إلى إعادة توجيه استراتيجياتها التجارية لمواجهة السياسات الحمائية التي ميزت فترة رئاسته الأولى، فإن تهديداته بفرض تعريفات جمركية جديدة على شركاء اقتصاديين رئيسيين دفعت الدول إلى إبرام اتفاقيات تجارية ثنائية وإقليمية وإعادة صياغة سلاسل التوريد العالمية.


وبحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز، بدأت الدول تتبنى استراتيجيات مشابهة لتلك التي طبقتها خلال فترة ترامب الأولى، حيث تم التركيز على تقوية التعاون التجاري الإقليمي وتقليل الاعتماد على السوق الأميركية.

الاتحاد الاوروبي: فقد وقع اتفاقية تجارية مع تكتل "ميركوسور" لدول أميركا الجنوبية بعد انتظار طويل، وأعاد فتح مفاوضات تجارية مع ماليزيا التي توقفت لأكثر من عشر سنواتْ.

اسيا والمحيط الهندي: استمرت اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ (CPTPP) في تحقيق نجاحات مع 11 عضوًا بعد انسحاب الولايات المتحدة من المحادثات.
وقد عززت الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) التي تضم الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا التجارة الإقليمية من خلال تقليل الحواجز غير الجمركية.

افريقيا: حققت منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية تقدمًا منذ انطلاقها في 2021، حيث تهدف إلى إلغاء 90% من التعريفات الجمركية تدريجيًا لتعزيز التجارة بين دول القارة.

 

تصعيد أميركي بقيادة ترامب

في الأيام الأولى من ولايته الثانية، صعد ترامب من سياساته الحمائية:

هدد بفرض تعريفات تصل إلى 100% على الواردات الصينية، و25% على كندا والمكسيك، وأصدر توجيهات بالتحقيق في قضايا تجارية تشمل التلاعب بالعملات والسلع المقلدة، كما ألمح إلى إمكانية فرض رسوم شاملة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة.
هذه التوجهات أثارت قلق الشركاء التجاريين ودفعهم إلى الإسراع بإعادة تشكيل استراتيجياتهم الاقتصادية لتقليل الاعتماد على السوق الأميركية.

 

ردود الفعل العالمية

الدول الآسيوية: أظهرت مرونة واضحة في التعامل مع الفراغ الذي خلفه انسحاب الولايات المتحدة من بعض الاتفاقيات التجارية.

تعزز الصين مكانتها الاقتصادية من خلال صفقات جديدة مع دول مثل صربيا وكمبوديا ونيكاراغوا.

الاتحاد الأوروبي: شهد اهتمامًا متزايدًا من دول الخليج ودول آسيوية أخرى لإبرام اتفاقيات تجارية وشراكات اقتصادية.

يخطط لإجراء مفاوضات جديدة مع الهند لتوسيع نطاق التعاون التجاري والتكنولوجي.

أفريقيا: يُتوقع أن تصبح القارة وجهة رئيسية لعقد اتفاقيات تجارية جديدة، خاصة مع تنامي نفوذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية.


ولكن رغم هذا التسارع في إبرام الاتفاقيات، يواجه الاقتصاد العالمي تحديات:

تعقيد المفاوضات: الصفقات المتبقية التي لم تُبرم بعد تتطلب مفاوضات شاقة بسبب تعقيد الملفات المطروحة.

التنافس بين القوى الكبرى: التنافس بين الولايات المتحدة والصين قد يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في التجارة العالمية.

التحولات الإقليمية: تحركات الدول نحو التحالفات الإقليمية تعيد تشكيل النظام الاقتصادي العالمي بعيدًا عن الهيمنة الأميركية التقليدية.


عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أعادت تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي، حيث دفعت الدول إلى تبني سياسات استباقية لتحصين اقتصاداتها من تأثيرات الحمائية الأميركية، بينما يواصل ترامب التهديد بفرض تعريفات جمركية صارمة، تعمل الدول على بناء تحالفات تجارية قوية ومستدامة لضمان استقرارها الاقتصادي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5