ضابط إسرائيلي: لبنان وغزة فخ استراتيجي

2025.01.28 - 10:43
Facebook Share
طباعة

 قال يهونتان أديري، ضابط العمليات السابق في شعبة العلاقات الخارجية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن "في عالم المفاوضات، إذا لم تكن قادرًا على مغادرة الطاولة، فأنت لا تجري مفاوضات بل تصبح ضحية للابتزاز. وهكذا، رغم بعض الإنجازات العسكرية التي حققتها إسرائيل خلال 15 شهراً من القتال على عدة جبهات، تجد نفسها في صفقات حالياً مع لبنان وغزة في موقف ضعف ناتج عن عدم القدرة الفعلية على مغادرة الطاولة".


وأضاف أنه "تنفيذ الاتفاقيات التي وقّعت عليها إسرائيل وضعها في ممر ضيق من القرارات الصعبة، دون وجود بدائل حقيقية للمسار المتفق عليه، ودون القدرة على كسر الأدوات في مواجهة انتهاكات جوهرية من قبل الخصوم. وبهذا، تعرض إسرائيل نفسها للابتزاز من جهات تسعى إلى استنزافها. وفي هذا الوضع، تحتاج إسرائيل إلى خطوة استباقية؛ عسكرية في إيران، دبلوماسية مع السعودية، أو جذرية مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بغزة لخلق مخرج شامل".


وأشار إلى أنه "في لبنان، لم ينفذ الجيش اللبناني الاتفاق، وليس لدى إسرائيل أي أدوات ضغط حقيقية سوى استمرار وجودها في أرض العدو. هذا الوجود، دون نشر قوة مناسبة ودون أدوات للتأهب الملائم، يعرض إسرائيل لهجمات من قبل حزب الله وضغوط داخلية وخارجية. الاتفاق الذي تم اعتماده كضرورة تكتيكية تحول بسرعة إلى فخ استراتيجي يصعب الفكاك منه، خصوصًا على خلفية الحاجة إلى إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان".


وتابع قائلاً: "في قطاع غزة، تجد إسرائيل نفسها مكبلة بخطة محكمة. حركة حماس تزداد قوة مع كل خطوة، وتوسع نطاق سيطرتها على القطاع. أسبوعًا بعد أسبوع، تفقد إسرائيل أدوات ضغط هامة. إطلاق سراح أسرى كبار قد تم بالفعل، ويعود الفلسطينيون تدريجيًا إلى شمال القطاع، بينما تُفتح المعابر لتدفق غير محدود للمساعدات من مصر. في الوقت نفسه، تحصل حماس على دعم إعلامي من قطر وقناة الجزيرة، مما يعزز مكانتها محليًا، بما في ذلك في الضفة الغربية، وعلى المستوى الإقليمي العربي. في هذا السياق، تعتمد إسرائيل على وسيط يدفع بأجندة معادية لأهدافها الاستراتيجية".


وشدد على أنه "في الوضع الحالي، لا تملك إسرائيل بدائل مناسبة لتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت عليها. تحت ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنفيذ الخطة في غزة بالكامل، وضغط الجمهور الإسرائيلي لتنفيذ جميع مكونات الصفقة، وتمديد وقف إطلاق النار في لبنان بعد انتهاء الإطار الزمني البالغ 60 يومًا لتحمل الجيش اللبناني مسؤولياته في المنطقة الأمنية، تجد إسرائيل نفسها غير قادرة على التراجع عن تنفيذ الاتفاقيات على الجبهتين معًا. أعداؤها يدركون هذا ويستغلونه لتضييق الخناق عليها مما يضعها في مأزق".


ووفقًا له، فإن "تركيز إسرائيل على الابتزاز اللبناني والحمساوي يُبعد نظرها عن مواجهة التهديد الإيراني المتصاعد نحو امتلاك السلاح النووي. لم تُترجم الهجمات الجوية الإسرائيلية في إيران بعد إلى ضربة قاضية على البنية التحتية النووية. علاوة على ذلك، وقّع رئيس وزراء إيران مؤخرًا اتفاقية استراتيجية لمدة 20 عامًا مع روسيا تشمل تعاونًا عسكريًا واسعًا. إذا كان بالإمكان تنفيذ هذا التحرك بنجاح عالٍ، فإن نافذة الفرصة قد تفرض ذلك".


وأوضح أن "الرئيس ترامب يلمّح إلى إمكانية فتح غزة أمام الهجرة وإشراك دول رئيسية في المنطقة لخلق واقع جديد. مثل هذا التحرك سيمكن إسرائيل، حتى لو فقدت أدوات ضغط على المدى القصير، من تحويل غزة إلى مشكلة إقليمية ونزع سيطرة حماس. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هذا رسالة لتركيا وإيران بأن استراتيجيات تصدير الثورة تواجه عائقًا غير قابل للاختراق".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7