شهدت الأيام الأخيرة تدفق أعداد كبيرة من النازحين إلى شمال قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، حيث سار العديد منهم على الأقدام أو عبر العربات عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين. جاء هذا التدفق بعد عودة نحو 300 ألف فلسطيني من جنوبي ووسط القطاع في اليوم الأول.
وأشار مصدر فلسطيني إلى أن تدفق النازحين إلى الشمال يسير بشكل جيد، وذلك بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين من محور نتساريم في وسط القطاع نحو المناطق الشرقية. وتظهر الصور المباشرة للعائلات التي تسير عبر شارع الرشيد، مع حمل العديد منهم لأمتعة خفيفة، كما تم نقل الأطفال والنساء والمرضى في عربات صغيرة حتى وصلوا إلى آخر نقطة في المنطقة التي تطل على جسر وادي غزة.
وكانت عودة النازحين من جنوب ووسط القطاع إلى الشمال جزءًا من تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الأسبوع الماضي، وقد أشار المصدر إلى أن مواطنين كثيرين في هذه المناطق قاموا بتفكيك خيامهم لاستخدامها بالقرب من أنقاض منازلهم في الشمال.
وأثناء تدفق النازحين يوم الاثنين، استهدفت الطائرات الإسرائيلية عربة يجرها حصان وجرافة في وسط القطاع، مما أسفر عن استشهاد طفلة ورجل. كما أفادت وكالة رويترز أن نحو 650 ألف فلسطيني نزحوا من شمال غزة خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا، مع لجوء مئات الآلاف إلى منطقة المواصي الساحلية الممتدة من دير البلح في الوسط إلى رفح جنوبًا.
وفي الوقت نفسه، كان الآلاف من السيارات تنتظر في طوابير طويلة، تمتد لنحو 3 كيلومترات على شارع صلاح الدين، حيث يتم تفتيش السيارات باستخدام أجهزة إلكترونية في منطقة نتساريم بواسطة لجنة مشتركة من الوسطاء، وأوضح المصدر أن كل سيارة يتم تفتيشها تستغرق من 10 إلى 15 دقيقة، مما أدى إلى حركة بطيئة في شارع صلاح الدين.
من جانبه، قال رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف إن هناك حاجة ماسة إلى 120 ألف خيمة على الأقل لإيواء النازحين في الشمال، وقد أمضى العديد من العائدين ليلتهم في العراء في شمال غزة الذي دُمّر بنسبة 80% وفقًا للسلطات في القطاع.
رغم الدمار الكبير الذي خلفته الحرب، عبر العديد من الفلسطينيين عن فرحتهم بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة بعد أشهر طويلة من التهجير القسري، وكانت الحرب الإسرائيلية قد أسفرت عن استشهاد أكثر من 47 ألف فلسطيني وإصابة نحو 111 ألفًا.