القلق الإقتصادي يساهم في هجرة المستثمر من الولايات المتحدة الأميركية

2025.01.27 - 05:13
Facebook Share
طباعة

القلق الاقتصادي يُعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تدفع المستثمرين بعيدًا عن الولايات المتحدة، خاصة في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة. يعيش العالم اليوم في فترة قلقة، حيث تتزايد التحد الجديدة التي تنتهجها بعض الدول الكبرى يات التي تواجه الاقتصاد العالمي، ويصعب التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية بسبب السياسات التجارية الجديدة التي تنتهجها بعض الدول الكبرى.


في هذا السياق، يواجه المستثمرون في الأسواق الناشئة تحديات كبيرة نتيجة لتهديدات فرض رسوم جمركية وتصاعد التوترات التجارية العالمية، خصوصًا تلك التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. تصريحات ترامب السياسية أدت إلى تقلبات شديدة في بعض العملات، وهو ما زاد من حذر المستثمرين وقلل من وتيرة الاستثمارات الأجنبية. هذا الواقع أثر سلبًا على الآمال في تحقيق "عصر ذهبي" للأسواق الناشئة، حيث كان المستثمرون يتوقعون ارتفاعًا ملحوظًا في العوائد بسبب النموالاقتصادي السريع في بعض هذه الأسواق.


في المقابل، بدأ العديد من هؤلاء المستثمرين في التوجه نحو أسواق أخرى تُعتبر أكثر أمانًا نسبيًا من تقلبات السياسة التجارية الأمريكية. هذه الأسواق تشمل اقتصادات ناشئة في مناطق مثل إفريقيا وأوروبا الشرقية وآسيا وأمريكا اللاتينية، حيث تسعى الحكومات المحلية إلى تقديم حوافز تشجيعية للمستثمرين الأجانب. تلك الدول تعمل على تسهيل دخول الاستثمارات الأجنبية وتحسين بيئة الأعمال، مما يساعدها في جذب رؤوس الأموال الأجنبية ويقلل من تأثير السياسات الاقتصادية الأمريكية على اقتصاداتها.


علاوة على ذلك، تسعى بعض هذه الدول إلى تقوية احتياطياتها من العملات الأجنبية عبر جذب الاستثمارات المباشرة، وتجنب تأثير الزيادات المحتملة في الرسوم الجمركية أو الضرائب التي قد تفرضها الإدارة الأمريكية في المستقبل. هذه الدول تجد نفسها في وضعية أكثر استقلالية من قرارات الولايات المتحدة، ما يجعلها وجهات مفضلة للإستثمار في الوقت الراهن.


هذا التوجه يعكس تحولًا كبيرًا في ديناميكيات الاستثمارات العالمية، حيث تبرز الأسواق الناشئة كوجهات أكثر استقرارًا مقارنة بالاقتصادات الكبرى التي تشهد تغيرات سياسية واقتصادية متسارعة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8