نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن إعادة بناء غزة ستكون أسهل بكثير في حال تم نقل سكان القطاع، مشيرين إلى إمكانية حصول الفلسطينيين على ضمانات بالعودة لاحقًا، ووصفت الصحيفة هذه التصريحات بأنها محاولة لجعل الفكرة أكثر قبولًا سياسيًا لدى الدول العربية.
وتحدث ترامب للصحفيين عن خطة وصفها بـ"تطهير" غزة، مبررًا أنها "مكان مدمر"، وأشار إلى أنه يفضل أن تستقبل مصر والأردن سكان القطاع بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وقد ناقش الفكرة مع ملك الأردن عبد الله الثاني ومن المقرر أن يناقشها أيضًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأضاف ترامب أن قطاع غزة مدمّر حاليًا بشكل كامل وأن السكان يعيشون في ظروف غير قابلة للاستمرار، ما يقتضي نقلهم إلى مناطق أخرى توفر لهم بيئة معيشية أكثر أمانًا وسلامًا.
ووفقًا للصحيفة، لم تقدم إدارة ترامب تفاصيل واضحة عن كيفية تنفيذ هذا المقترح، بما في ذلك كيفية نقل أكثر من مليوني فلسطيني من القطاع، وما إذا كان ذلك سيتماشى مع تطلعاتهم الوطنية والسياسية، واعتبر مسؤولون في الإدارة أن غزة مليئة بالدمار والركام والذخائر غير المنفجرة، وأن إعادة بنائها ستكون أسهل بكثير في غياب السكان.
ورغم إشادة بعض المسؤولين مثل جوردون سوندلاند، السفير السابق لدى الاتحاد الأوروبي، بالمقترح إذا ترافقت معه ضمانات قوية بعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، واجهت الخطة انتقادات واسعة، اذ وصف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الفكرة بأنها غير عملية، بينما رفضت مصر والأردن استقبال سكان غزة لأسباب أمنية واقتصادية، فضلًا عن خشية أن يُنظر إليهما كمساهمين في تعزيز السيطرة الإسرائيلية على القطاع.
من جانبها، رفضت الرئاسة الفلسطينية المقترح، معتبرة إياه تجاوزًا للخطوط الحمراء، ودعت حركة حمـ.ـاس الإدارة الأميركية إلى التوقف عن طرح أفكار تتماشى مع السياسات الإسرائيلية وتتصادم مع حقوق الشعب الفلسطيني.
كما أشار مسؤولون أميركيون سابقون إلى أن موافقة الدول العربية على مثل هذه المبادرات باتت مستبعدة بشكل كبير، لا سيما مع تصاعد التوترات الإقليمية والاعتراضات الداخلية.