لقاء إنساني بين سجّان وسجين: قصة صداقة نادرة بعد 43 عامًا من الأسر

رزان الحاج

2025.01.26 - 12:50
Facebook Share
طباعة

 زار رغيد الططري، الملقب بعميد المعتقلين السوريين، ساحة الكرامة في مدينة السويداء جنوب سوريا، برفقة العقيد أيسر أبو فخر، مدير سجن طرطوس السابق، والذي كان سجّانه خلال سنوات اعتقاله الطويلة، اذ جاءت الزيارة بناءً على دعوة من أبو فخر لاستقباله في منزله، مما سلط الضوء على العلاقة الفريدة التي نشأت بين الرجلين خلال فترة اعتقال الططري التي امتدت 43 عامًا في معتقلات نظام الأسد (الأب والابن).


نقلت وسائل إعلام سورية عن الططري قوله إن علاقة صداقة نادرة نشأت بينه وبين سجّانه أبو فخر، الذي أظهر تعاطفًا وإنسانية في تعامله معه، رافضًا الظلم الذي تعرض له، وأشار الططري إلى مواقف إنسانية عديدة قام بها أبو فخر خلال عمله في سجن طرطوس، من بينها إزالة صور الرئيس السابق بشار الأسد من جدران زنزانته في عام 2023، ليستبدلها بصور أفراد عائلته، في خطوة تحمل رمزية كبيرة، رغم خطورة مثل هذا القرار في تلك الفترة.


وأوضح الططري أن أبو فخر ساعد العديد من المعتقلين وأنقذهم من الإعدام، مؤكدًا أن الأخير رفض المشاركة في إراقة الدماء التي كان النظام ينفذها. وأضاف أن أبو فخر لم يكن وحيدًا في موقفه، بل إن هناك أفرادًا من الجيش السوري لم ينخرطوا في جرائم النظام.


بالرغم من العلاقة الطيبة التي جمعته بأبو فخر، أكد الططري أنه اضطر للتعامل بحذر معها، تجنبًا لأي سوء فهم بينه وبين باقي المعتقلين الذين ربما يظنون أنه يتلقى معاملة خاصة.


بدوره، صرح أبو فخر أنه كان يشعر بالخجل عند الوقوف أمام الططري داخل السجن، قائلًا: "شعرت أن الططري هو السجين الحر وأنا السجان المأسور"، واعتبر أنه نال شرف فتح باب الزنزانة لإطلاق سراح الططري من سجن طرطوس يوم سقوط النظام في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.


كان الططري قد تحدث سابقًا عن معاناته خلال 43 عامًا من الاعتقال، حيث تعرض للتعذيب الشديد في فترات وسجون مختلفة، وعاش ظروفًا إنسانية قاسية، وحُرم من رؤية أهله وأقاربه لسنوات طويلة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1