ديفيد هيرست: هل منح نتنياهو الضوء الأخضر لتصعيد الأوضاع في المنطقة؟

2025.01.26 - 10:23
Facebook Share
طباعة

 سلط الكاتب البريطاني ديفيد هيرست الضوء على دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوسعية، خاصة فيما يتعلق بضم الضفة الغربية المحتلة، معتبرا أن هذا التوجه يعزز التوتر في المنطقة ويهدد بعواقب وخيمة.


وقال الكاتب في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي"، إن أولئك الذين يتصورون أن ترامب سيكون الرئيس الذي يوقف الحرب في الشرق الأوسط، يجب عليهم أن ينظروا إلى ما يجري حاليا في الضفة الغربية.


وأوضح أن الجيش الإسرائيلي، الذي أذهله مشهد المئات من مقاتلي حركة "حماس" وسيارات الجيب الفارهة التي كانت تحيط بسيارة الصليب الأحمر خلال عملية الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في الدفعة الأولى، يصب الآن غضبه على مدينة جنين بعد 15 شهرا من الحرب المستمرة على قطاع غزة.


أساطير كما اعتبر الكاتب أن صور إطلاق سراح الأسيرات في غزة صدمت الرأي العام الإسرائيلي، الذي كان يعيش في إطار أساطير "النصر الساحق".


يرى الكاتب أن الهجوم البري الواسع على مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية كان مخططا له مسبقا، لكن التوقيت كان مثاليًا لإقناع بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني الذي يعد القنصل العام الفعلي للضفة الغربية -بحسب تعبير الكاتب- بالبقاء في الحكومة بعد أن هدد بالاستقالة بسبب وقف إطلاق النار في غزة.


وبحسب هيرست، يبدو أن كل شيء مهيأ لتكرار سيناريو "علاقة الأحلام" بين ترامب وإسرائيل كما حدث خلال ولايته الأولى، حيث عيّن في مناصب مهمة أسماء منحازة بشكل كامل لإسرائيل، مثل سفيره الجديد في إسرائيل مايك هاكابي ووزير الدفاع بيت هيغسيث.


انتقد الكاتب الرئيس ترامب بشدة، وقال إن مواقفه بشأن القضية الفلسطينية غير مبشرة، وتابع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيراهن على ترامب لإجهاض الدولة الفلسطينية قبل أن تولد.


أعباء الحرب وأوضح الكاتب أن الإسرائيليين مرهقون من الحرب بسبب التكلفة البشرية التي تكبدها الجنود، والتكلفة الاقتصادية، والضرر الذي أحدثته الحرب على نمط حياتهم، مشيرا إلى أن الحرب أصبحت بحسب المحلل السياسي الإسرائيلي ميرون رابوبورت "عبئا ثقيلا على الحكومة والجيش والمجتمع ككل".


وحسب الكاتب، فإن المجتمع الإسرائيلي منقسم أكثر من أي وقت مضى، حيث أسفرت المظاهرات الأسبوعية التي تقوم بها عائلات الرهائن عن زيادة الضغط على الحكومة التي كانت تدعي أن العمل العسكري هو الحل الوحيد لإعادة الأسرى أحياء.


وأضاف أن وقف إطلاق النار في لبنان لم يخفف الضغط على نتنياهو بل زاده، مما جعله يعتقد أنه سيتجه نحو الانتخابات المقبلة إذا استمر على موقفه بمواصلة الحرب.


لكن هناك سؤالا آخر يطرح نفسه، وفقا للكاتب، فإذا كانت إسرائيل قد أصيبت بالإرهاق جراء الحرب كما تشير استطلاعات الرأي، فلماذا تشن حربا أخرى في الضفة الغربية؟ ولماذا توسعت في احتلال مناطق في سوريا أكبر مما تحتله حاليا في غزة؟


الضم الجزئي يرى الكاتب أن نتنياهو كان حريصًا جدًا على تحليل ما ستسمح به واشنطن، حيث يظن أن إصرار ترامب على وقف الحرب في غزة يتعلق فقط بالأسرى الإسرائيليين، وبمجرد عودتهم، يمكن لإسرائيل أن تفعل ما تشاء في غزة أو الضفة الغربية.


وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو يدرك تمامًا أن عمليته في جنين لن تؤدي إلى تدمير المدينة فحسب، بل إلى تدمير السلطة الفلسطينية التي تعاني أصلاً، وبالتالي لن تكون قادرة على مواصلة دعم الآلة العسكرية الإسرائيلية في تدمير مدن مثل جنين وطولكرم ونابلس ومناطق المقاومة الأخرى.


وحسب الكاتب، من المتوقع أن تؤدي العملية الحالية في جنين إلى المزيد من الانشقاقات في قوات الأمن الوقائي، كما حدث في الانتفاضة الثانية، وهذا ما يعرفه نتنياهو جيدا.


نقطة ضعف يطمح نتنياهو إلى أن تخضع الضفة الغربية للحكم العسكري الإسرائيلي، وهو ما يمثل الاختلاف الرئيسي مقارنة بولاية ترامب الأولى، وفقًا للكاتب.


واعتبر أن إسرائيل قد خسرت تعاطف جيل كامل من يهود الولايات المتحدة بسبب وحشيتها في غزة.


وأكد الكاتب أن خيار المضي قدما في خطط ضم الضفة الغربية سيشعل المنطقة، ونقل عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تحذيره المتكرر من عواقب مثل هذه الخطوة، قائلا: "الضفة الغربية على حدودنا والوضع خطير، وما يحدث هناك يمكن أن يزعزع أمن المنطقة".


وحسب الكاتب، يجب على ترامب ألا يتجاهل خطورة هذا الوضع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3