نفت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) استخدام أسلحة حارقة في قصف قرية تل عرش بريف منبج شرقي حلب، وأكدت في بيان أصدرته يوم الجمعة 24 من كانون الثاني، رفضها القاطع لهذه الاتهامات، ووصفتها بأنها "منعزلة تمامًا عن الواقع".
ووقع الاستهداف الذي تتحدث عنه "قسد" في 21 من كانون الثاني الحالي، وذكر "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) في تقريره أن الهجوم أسفر عن مقتل طفلتين شقيقتين وإصابة سبعة مدنيين، بينهم أربعة أطفال وامرأة، نتيجة استهداف منازل المدنيين في قرية تل عرش.
ورغم أن "الدفاع المدني" لم يوجه اتهامًا صريحًا لـ"قسد" باستخدام أسلحة حارقة، أشار تقريره إلى أن شهادات الأهالي وتوصيفهم لطبيعة الهجوم والحروق التي أصيب بها الضحايا، تدعم احتمال استخدام هذا النوع من الأسلحة.
وأصدر "الدفاع المدني"، يوم الخميس 23 من كانون الثاني، تقريرًا أشار فيه إلى استمرار هجمات "قسد" التي تستهدف الأحياء السكنية والمرافق العامة والمخيمات في ريف حلب، وأوضح أن الهجمات تنوعت بين القصف الصاروخي واستخدام السيارات المفخخة.
وفي 23 من كانون الثاني، أصيب سبعة مدنيين، بينهم طفلان، بجروح بعضها بليغة، نتيجة قصف صاروخي على الأحياء السكنية في مدينة جرابلس شرقي حلب، بالإضافة إلى استهداف مخيم التنك والملعب البلدي في المدينة.
كما قُتل مدني وأصيب أربعة آخرون بانفجار سيارة مفخخة قرب مدرسة مقابل المستشفى الوطني على طريق منبج – حلب، وأدى الانفجار إلى أضرار في المدرسة وممتلكات المدنيين، وهو التفجير الخامس من نوعه الذي تشهده المدينة خلال أقل من شهر.
وشهدت مدينة منبج أول تفجير في 24 من كانون الأول 2024، بعد حوالي 18 يومًا من سيطرة "الجيش الوطني السوري" عليها وطرد "قسد" منها ضمن عملية "فجر الحرية"، ووقع التفجير عبر عبوة ناسفة زُرعت بسيارة مدنية في شارع التجنيد وسط مدينة منبج، وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين، بينهم طفلان، بالإضافة إلى اندلاع حرائق في السيارات المجاورة وتضرر بعض المنازل.
وفي حادثة أخرى يوم الخميس الماضي، ضبطت وزارة الداخلية في حكومة دمشق المؤقتة سيارة مفخخة كانت في طريقها إلى مدينة حلب. وأكدت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن السيارة كانت قادمة من مناطق سيطرة "قسد" باتجاه مدينة حلب.
وفي 10 من كانون الثاني، أعلنت الداخلية السورية ضبط سيارة مفخخة أخرى، وتمكنت من تفكيكها دون وقوع خسائر.
وصرح مصدر في "إدارة الأمن العام" أن مواطنًا سوريًا زار مناطق سيطرة "قسد"، وتعرض للاعتقال قبل إطلاق سراحه وإرساله إلى مناطق سيطرة حكومة دمشق المؤقتة، وبعد وصوله إلى أحد الحواجز الأمنية، تبين أن سيارته مفخخة.
ورغم هذه الحادثة، نفت "قسد" مسؤوليتها عن التفجير، وعرضت المساعدة في التحقيقات "للكشف عن الحقيقة".
وفق إحصاءات "الدفاع المدني"، فقد استجاب منذ بداية عام 2025 وحتى 19 من كانون الثاني، لثماني هجمات في ريف حلب شملت قصفًا صاروخيًا، تفجيرات بسيارات مفخخة، وانفجار ألغام ومخلفات الحرب، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة 12 آخرين، بينهم تسعة أطفال.