هل ستشهد الولايات المتحدة الأعاصير الخارقة من الفئة السادسة لأول مرة؟

2025.01.25 - 10:09
Facebook Share
طباعة

 لطالما استخدم المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة مقياس "سافير-سيمبسون" منذ أكثر من 50 عامًا لتحديد شدة الأعاصير ومدى تأثيرها على الممتلكات، اذ يتم تصنيف الأعاصير بناءً على سرعة الرياح فقط، ولكن فريقًا من الباحثين في جامعة باركلي الأمريكية يرى ضرورة تعديل هذا المقياس ليشمل فئة جديدة، قد تكون في المستقبل ضرورية لمواجهة الأعاصير المدمرة بشكل أكبر.


مقياس "سافير-سيمبسون" يصنف الأعاصير إلى خمس فئات، بدءًا من الفئة الأولى التي تتراوح فيها سرعة الرياح من 119 إلى 153 كيلومترًا في الساعة، وتسبب أضرارًا بسيطة مثل تضرر الأشجار وانقطاع التيار الكهربائي، وصولاً إلى الفئة الخامسة، حيث تتجاوز سرعة الرياح 252 كيلومترًا في الساعة وتؤدي إلى دمار شامل في البنية التحتية مع فيضانات قد تجبر السكان على الإخلاء التام.


ومع ذلك، في دراسة حديثة نشرت في دورية "بي إن إيه إس"، يتساءل العلماء ما إذا كانت الفئة الخامسة كافية لوصف الخطر الذي قد تشكله الأعاصير في ظل تأثيرات التغير المناخي، ولذلك، اقترحوا إضافة فئة سادسة افتراضية، تشمل الأعاصير التي تتجاوز سرعة الرياح فيها 309 كيلومترات في الساعة.


يرتبط التغير المناخي بثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على شدة الأعاصير وتدميرها:
ارتفاع درجة حرارة مياه البحار والمحيطات: إذ أن ارتفاع درجة الحرارة في المحيطات بسبب الاحترار العالمي يسهم في توفير طاقة حرارية إضافية للأعاصير، مما يجعلها أكثر سرعة وقوة، وعلى سبيل المثال، كان الإعصار "إيرما" في عام 2017 أكثر تدميرًا بسبب حرارة المحيطات التي كانت أعلى بمقدار درجة مئوية واحدة عن المتوسط.


ارتفاع مستوى سطح البحر: تشير الدراسات إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر يزيد من قوة الأعاصير وكارثيتها في مناطق متعددة، وقد يؤدي هذا إلى زيادة معدل الأعاصير العنيفة من "مرة في القرن" إلى "مرة كل 10 سنوات".


زيادة الرطوبة في الجو: مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، يزداد مستوى الرطوبة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى زيادة في كمية الأمطار المتساقطة أثناء الأعاصير، مما يسبب فيضانات قد تكون غير مسبوقة.


مستقبل الأعاصير: الفئة السادسة
بينما يعكف الباحثون على دراسة كيفية تأثير التغير المناخي على شدة الأعاصير، يشيرون إلى أن الاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية قد ساهم في رفع درجات حرارة سطح المحيطات والهواء في المناطق التي تتشكل فيها الأعاصير، وفي تحليل تاريخي للأعاصير بين عامي 1980 و2021، تبين أن هناك خمس أعاصير كانت قد تُصنف ضمن الفئة السادسة في حال تم إضافة هذه الفئة.


وقد أظهرت المحاكاة التي أجراها الباحثون أن زيادة درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة قد تزيد من خطر حدوث أعاصير من الفئة السادسة بنسبة تصل إلى 50% في بعض المناطق مثل جنوب شرق آسيا والفلبين وخليج المكسيك. وحتى في ظل الأهداف الطموحة التي تسعى إلى الحد من الاحتباس الحراري وفقًا لاتفاقية باريس (وصولًا إلى 1.5 درجة مئوية فقط فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول نهاية هذا القرن)، فإن خطر الأعاصير من الفئة السادسة يبقى مرتفعًا في النماذج المناخية المستقبلية.


بهذا الصدد، يبدو أن الولايات المتحدة قد تواجه في المستقبل الأعاصير الخارقة التي تخرج عن نطاق التصنيف التقليدي، مما يستدعي تحديثًا عاجلًا في كيفية تصنيف هذه الكوارث الطبيعية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3