خطر الألغام في دير الزور: مأساة إنسانية متجددة
وكالة أنباء آسيا
شهدت بادية دير الزور الجنوبية حادثة مأساوية جديدة، حيث انفجر لغم أرضي من مخلفات الحرب يوم الأربعاء، 22 كانون الثاني، بسيارة بالقرب من قرية كباجب، حيث أسفر الانفجار عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة، وفقًا لما أفاد به “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء).
انتشار الألغام وتأثيرها
صرح “الدفاع المدني” بأن مخلفات الحرب، بما في ذلك الألغام، تنتشر على نطاق واسع في دير الزور ومناطقها الريفية، مما يشكل تهديدًا مستمرًا على حياة السكان المحليين وسبل عيشهم، وأشار إلى أن هذه المخلفات تقوض استقرار المجتمعات وتعرقل جهود إعادة الإعمار وعودة النازحين إلى أراضيهم.
دير الزور كانت مسرحًا لصراعات عنيفة منذ عام 2011، حيث تنافست عدة قوى عسكرية على السيطرة، بما في ذلك فصائل المعارضة السورية، جيش النظام السوري، تنظيم “الدولة الإسلامية”، و“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تسيطر حاليًا على شمال شرق سوريا.
إحصائيات الضحايا
بين 27 تشرين الأول 2024 و19 كانون الثاني 2025، أودت الألغام بحياة 40 شخصًا في سوريا، بينهم 8 أطفال وامرأة، وأصيب 65 آخرون، بينهم 28 طفلًا. وتشير الإحصاءات إلى أن هذه الحوادث شملت مناطق عديدة واستجابت لها فرق “الدفاع المدني” بشكل مباشر.
وفي فترة سابقة تمتد من بداية عام 2024 حتى 26 تشرين الثاني، سجل مقتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة 27 آخرين، غالبيتهم أطفال ونساء، نتيجة انفجارات مشابهة.
جهود التوعية وإزالة الألغام
“الدفاع المدني السوري” نفذ منذ 26 تشرين الثاني 2024 وحتى 18 كانون الثاني 2025 حوالي 659 عملية تطهير، أزال خلالها أكثر من 1060 ذخيرة غير منفجرة. كما تم تحديد 134 موقعًا للألغام، بما يشمل أنواعًا مضادة للدبابات وأخرى للأفراد، في إدلب، حلب، حماة، دير الزور، واللاذقية.
إلى جانب ذلك، قدم “الدفاع المدني” 330 جلسة تدريبية توعوية للسكان المحليين لمساعدتهم على التعرف على المخاطر والتعامل معها قبل عودتهم إلى مناطقهم المهجورة.
دعوة للعمل
تظل الألغام ومخلفات الحرب أحد أكبر التحديات التي تواجه السوريين، حيث تهدد حياة المدنيين وتعوق التنمية، وتتطلب معالجة هذه المشكلة جهودًا دولية منسقة ودعمًا مستمرًا للجهات المحلية العاملة في مجال إزالة الألغام، لضمان مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا لسكان المناطق المتضررة.
