سوريا تشارك لأول مرة في "دافوس" وتكشف خططها لإعادة الإعمار

وكالة أنباء آسيا

2025.01.23 - 01:29
Facebook Share
طباعة

 
سجلت سوريا حضورها الأول في منتدى الاقتصاد العالمي "دافوس"، حيث يمثلها وزير الخارجية في الإدارة الجديدة، أسعد الشيباني، وتعقد النسخة الحالية للمنتدى في سويسرا بين 20 و24 كانون الثاني 2025، وتأتي المشاركة السورية كخطوة رمزية تعكس انفتاح البلاد على العالم بعد عقود من العزلة.


رؤية اقتصادية جديدة
أعلن الشيباني خلال المنتدى عن خطة طموحة للإدارة السورية الجديدة تهدف إلى خصخصة الموانئ والمصانع الحكومية، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية لتعزيز التجارة الخارجية، كما أوضح أن الحكومة تسعى لتطوير شراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات البنية التحتية مثل المطارات، السكك الحديدية، والطرق.


وأشار إلى أن هذه الخطط تأتي ضمن رؤية تنموية لإصلاح الاقتصاد السوري الذي عانى لعقود من السياسات الاشتراكية والإهمال، وذكر أن التحدي الأساسي يكمن في إيجاد مستثمرين للمؤسسات المتدهورة في بلد أنهكته الحرب والعقوبات.


عقبات أمام الانتعاش
وفقًا لتصريحات الشيباني لصحيفة "فاينانشال تايمز"، ورثت الإدارة الجديدة اقتصادًا مثقلًا بالديون والتحديات، بما في ذلك ديون بقيمة 30 مليار دولار لإيران وروسيا، وغياب احتياطيات النقد الأجنبي، وتضخم في رواتب القطاع العام، كما تدهورت قطاعات حيوية مثل الزراعة والصناعة، مما يستدعي إصلاحات جذرية تستغرق سنوات لمعالجتها.


دعوات لتخفيف العقوبات
أبرز الشيباني خلال مشاركته في "دافوس" أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد النظام السابق، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات تُعيق الانتعاش الاقتصادي وتجعل جذب الاستثمارات الأجنبية أمرًا صعبًا.


وأشار إلى أن التعافي الاقتصادي يتطلب أولويات أساسية مثل توفير الخبز، المياه، الكهرباء، والوقود، مؤكدًا أن الإدارة الجديدة لا ترغب في الاعتماد على المساعدات الخارجية، بل تسعى لتأسيس اقتصاد مستدام.


علاقات دولية وتحالفات إقليمية
شدد الشيباني على رغبة الحكومة الجديدة في بناء علاقات إيجابية مع الدول العربية والغربية، مع التأكيد على أن سوريا لا تخطط لتصدير الثورة أو التدخل في شؤون الدول الأخرى. كما أشار إلى العلاقات "الخاصة" مع تركيا، والتي يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا في دعم التكنولوجيا وتطوير العلاقات التجارية.


مستقبل شمال شرقي سوريا
تطرق الشيباني إلى قضية شمال شرقي سوريا، مؤكدًا أن الإدارة الجديدة تسعى لضمان حقوق الأكراد وتمثيلهم في الحكومة، كما أبدى استعداد دمشق لتولي إدارة السجون التي تديرها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والتي تضم الآلاف من أسرى تنظيم "الدولة الإسلامية".


وتجري مفاوضات بين الطرفين حول دمج عناصر "قسد" في الجيش السوري الجديد. بينما ترغب "قسد" في الاحتفاظ بكيانها الحالي، تصر الحكومة السورية على دمجها بالكامل ضمن وزارة الدفاع.


أهمية المشاركة في "دافوس"
اعتبر الشيباني مشاركة سوريا في المنتدى فرصة لعرض رؤيتها التنموية وبحث سبل التعاون الدولي. كما تأتي هذه الخطوة في ظل توجه دولي نحو تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا ودعم عملية إعادة الإعمار.


سياق تاريخي
منتدى "دافوس"، الذي تأسس عام 1971، يُعد منصة دولية تجمع قادة العالم لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية. وعلى مر العقود، كان المنتدى شاهدًا على أحداث بارزة، مثل لقاء نيلسون مانديلا مع رئيس جنوب إفريقيا السابق دي كليرك عام 1992، مما مهد لإنهاء الفصل العنصري.


مشاركة سوريا هذا العام ليست فقط حدثًا سياسيًا، بل إشارة إلى تحول جذري في مسار البلاد نحو التعافي والانخراط في المجتمع الدولي.


منتدى "دافوس"، الذي تأسس عام 1971 على يد البروفيسور الألماني كلاوس شواب، يُعتبر أحد أبرز المنصات الدولية التي تجمع قادة العالم من مختلف القطاعات لمناقشة التحديات العالمية وإيجاد حلول مبتكرة. يسعى المنتدى لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز على القضايا الاقتصادية، الاجتماعية، والبيئية الأكثر إلحاحًا.


يحظى الاجتماع بمشاركة آلاف القادة من أكثر من 130 دولة، بما في ذلك رؤساء حكومات، رواد أعمال، أكاديميون، وناشطون في مجالات متعددة. يوفر المنتدى منصة للنقاش وتبادل الأفكار، ويُبث جزء كبير من جلساته مباشرة ليصل إلى جمهور عالمي واسع.


"دافوس" ليس مجرد تجمع سنوي، بل محطة محورية لصياغة الشراكات وصناعة التغيير. على مر العقود، شهد المنتدى لحظات تاريخية مثل تفادي نزاعات مسلحة، وإنهاء أنظمة الفصل العنصري، وإطلاق مبادرات بيئية واقتصادية عالمية.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5