هل يمكن لترامب ان يطيح بنتنياهو؟

2025.01.23 - 09:28
Facebook Share
طباعة

تحليل لمضمون مقال توماس فريدمان عن ترامب.
يقول فريدمان:

أرى أن الرئيس دونالد ترامب يمتلك فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بطرق دبلوماسية حقيقية، حيث أصبح الشرق الأوسط في حالة حراك غير مسبوقة، وكل شيء فيه قابل للتغيير. هذا هو الوقت المناسب لتقديم رؤية شاملة تعزز السلام والازدهار لجميع شعوب المنطقة، بما يخدم أيضًا الأمن القومي الأميركي.

إن ترامب تقلد منصبه في لحظة حرجة تشبه الفترات التي أعقبت الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الباردة. أمامه الآن خياران: إما أن يخلق شرق أوسط جديد قائم على العلاقات الطبيعية، التجارة، والتعاون، أو يترك المنطقة تتفكك إلى دول قومية صلبة محاطة بمناطق من الفوضى، حيث يسيطر أمراء الحرب والإرهابيون.

لدى ترامب فرصة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل أن تقضي المستوطنات على حل الدولتين، وإنهاء الصراع المستمر في لبنان وسوريا، وتحييد إيران قبل أن تتحول إلى قوة نووية تهدد الاستقرار الإقليمي. إذا تمكن من ذلك، فستكون جائزة نوبل للسلام بانتظاره، أما إذا فشل، فسيُذكر كمن أضاع فرصة ثمينة.

ما يجعل هذه اللحظة أكثر إثارة هو أن ترامب أصبح يدرك الآن -من خلال ممارسته الضغوط على بنيامين نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار في غزة- أن مصالح أميركا وتطلعاتها تتناقض تمامًا مع توجهات نتنياهو السياسية. بل يمكن القول إن ترامب يمثل "كابوس نتنياهو" السياسي، حيث إن الاستمرار في سياسات نتنياهو العدائية قد يؤدي إلى انهيار ائتلافه الحاكم وتهديد مستقبله السياسي.

1. إمكانية اتباع ترامب لهذه المقترحات:

التأثير الشخصي والمصلحة السياسية: ترامب، المعروف بتوجهه نحو تحقيق إنجازات تاريخية وإحداث تغييرات جذرية، قد يرى في هذه المقترحات فرصة لتأمين إرث سياسي بارز.

الضغوط الدولية والمحلية:
إذا تمكن ترامب من تحقيق تقدم ملموس في الشرق الأوسط، فقد يعزز ذلك موقفه داخليًا ودوليًا، خصوصًا بعد فترته الأولى التي شابتها العديد من الانتقادات.

علاقته بنتنياهو:
العلاقة المتوترة بين ترامب ونتنياهو قد تدفعه إلى اتباع سياسات تعاكس توجهات رئيس الوزراء الإسرائيلي، خاصة إذا رأى أن ذلك يخدم مصالح أميركا بشكل أفضل.

 

2. التحديات التي قد تواجه ترامب:

الضغط من اللوبي الإسرائيلي:
أي تحرك ضد مصالح نتنياهو قد يواجه معارضة شديدة من بعض الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية، خصوصًا المؤيدة لإسرائيل.

إيران كعامل محوري:

التعامل مع إيران يمثل معضلة كبرى، إذ إن تحييدها دون تصعيد عسكري يتطلب دبلوماسية بارعة وتنازلات قد لا يقبلها ترامب بسهولة.

3. تأثير هذه السياسات على الشرق الأوسط:

فرصة السلام:
إذا تبنى ترامب نهجًا دبلوماسيًا فعّالًا، قد نشهد تغيرًا إيجابيًا يشمل إحراز تقدم في ملف حل الدولتين، واستقرارًا أكبر في لبنان وسوريا.

مخاطر الفشل:
في حال فشله في تحقيق تقدم ملموس، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الفوضى في المنطقة، وتعزيز نفوذ إيران، واستمرار حالة عدم الاستقرار.

4. هل سيُقدم ترامب على هذه الخطوة؟
بالنظر إلى شخصيته السياسية، يبدو أن ترامب قد يغامر بمحاولة تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، خاصة إذا أدرك أن ذلك قد يعزز مكانته في الداخل والخارج. ومع ذلك، فإن النجاح يعتمد بشكل كبير على استعداده للعمل مع أطراف دولية وإقليمية بشكل أكثر مرونة مما اعتدناه منه.

ترامب أمام فرصة نادرة لرسم ملامح جديدة للشرق الأوسط، لكن تحقيق ذلك يتطلب شجاعة سياسية ورؤية دبلوماسية شاملة تتجاوز الحسابات الشخصية والمصالح الضيقة. إذا اتبع ترامب هذه المقترحات، قد يصبح أحد أبرز صانعي السلام في التاريخ الحديث، لكن المخاطرة تكمن في أن أي فشل قد يدفع المنطقة نحو مزيد من الفوضى والدمار. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1