محاكمة ساركوزي: أسرار لقاء طرابلس مع القذافي في 2005
وكالة أنباء آسيا
بدأت محاكمة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، التي تنظر في اتهامات بتلقي تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وفي هذه المحاكمة، التي بدأت في السادس من يناير/كانون الثاني 2025 ومن المتوقع أن تستمر حتى أبريل/نيسان المقبل، يُتهم ساركوزي، إلى جانب 11 آخرين، بتنظيم عملية تمويل مشبوهة لحملته الرئاسية عام 2007، في إطار ما يُعتقد أنه اتفاق فساد بينه وبين القذافي.
يُذكر أن هذا التمويل المشبوه يُزعم أنه تم توفيره من قبل القذافي لدعم ترشح ساركوزي للرئاسة الفرنسية. بينما ينفي ساركوزي هذه الاتهامات تمامًا، ويُصر على أن القضية تُدار من قبل شخصيات ليبية تسعى للانتقام منه بسبب دعمه للثورة التي أطاحت بالقذافي في عام 2011.
في محكمة باريس، أدلى جان-لوك سيبيود، السفير الفرنسي السابق في ليبيا (2004-2007)، بشهادته حول الزيارة الشهيرة التي قام بها ساركوزي إلى طرابلس في أكتوبر 2005، حيث كان حينها وزيرًا للداخلية الفرنسي ومرشحًا للرئاسة، و أكد سيبيود أن ليبيا كانت تتطلع إلى تعزيز العلاقات مع فرنسا، مشيرًا إلى أن زيارة ساركوزي كانت "مهمة للغاية" بالنسبة للحكومة الليبية في ذلك الوقت.
وأشار السفير إلى أن اللقاء بين ساركوزي والقذافي تم "تحت الخيمة" وفقًا للتقاليد الليبية، وأنه كان يتسم بمناقشات عامة ودية، تلاها مغادرة القذافي وساركوزي معًا إلى مكان آخر، لكن السفير أكد أنه لا يعلم عن تفاصيل اللقاء الخاص بين الرجلين بعد ذلك، في المحكمة، أصر محامو الادعاء على أن اللقاء الخاص بين ساركوزي والقذافي قد يكون شهد مناقشة تتعلق بالتمويل غير المشروع.
من جانبه، أدلى الملحق الأمني في السفارة الفرنسية في طرابلس آنذاك، جان-غي بيريه، بشهادته، مؤكداً أنه كان في منصبه منذ عشرة أيام فقط عندما زار ساركوزي ليبيا، وأشار إلى أن الخيمة التي جرت فيها المباحثات كانت مفتوحة من جهة واحدة، وأنه لم يكن قادرًا على سماع ما كان يُقال بداخلها، كما أضاف أنه من غير المرجح أن يكون القذافي وساركوزي قد تحدثا بعيدًا عن الأنظار.
وفي تصريحاته أمام المحكمة في يناير/كانون الثاني، أكد ساركوزي أنه لا يوجد أي دليل على تلقي حملته الانتخابية أي دعم مالي غير قانوني، مؤكدًا أن هذه الاتهامات تستند إلى "10 سنوات من التشهير" وأنه لا يوجد أي "يورو أو سنت" ليبي في حسابات حملته.
