لماذا يسعى ترامب لضم غرينلاند؟ وهل يمكنه تحقيق ذلك؟
وكالة أنباء آسيا
منذ فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني، أبدى الرئيس الأمريكي المقبل، دونالد ترامب، اهتمامًا خاصًا بضم غرينلاند، قائلًا إنه يرغب في جعلها جزءًا من الولايات المتحدة، هذه التصريحات جددت النقاش حول أبعاد هذا الطموح الأمريكي وما إذا كان يمكن أن يتحقق.
غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، تتمتع بموقع استراتيجي فريد بين المحيط الأطلسي الشمالي وأميركا الشمالية، كما أن الجزيرة تمتلك ثروات طبيعية غنية مثل المعادن والنفط والغاز الطبيعي، لكنها تبقى تحت حكم الدانمارك مع درجة كبيرة من الحكم الذاتي.
لماذا يريد ترامب غرينلاند؟
ترامب يرى في غرينلاند أهمية كبيرة من الناحية العسكرية والاقتصادية، يقع موقعها على الطريق الأقصر بين أوروبا وأميركا الشمالية، مما يجعلها ذات أهمية استراتيجية لمراقبة حركة الصواريخ الباليستية، كما تسعى الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في الجزيرة، حيث توجد قاعدة جوية أمريكية في بيتوفيك بشمال غرينلاند، بالإضافة إلى ذلك، تحظى غرينلاند بموارد غنية من المعادن النادرة التي تعتبر حيوية لتقنيات المستقبل مثل البطاريات الكهربائية وطاقة الرياح.
الوضع الحالي لوجود الولايات المتحدة في غرينلاند
للولايات المتحدة وجود عسكري دائم في غرينلاند بموجب اتفاق بين واشنطن والدانمارك منذ عام 1951، حيث يسمح لها ببناء قواعد عسكرية بحرية وجوية، ومع ذلك، فإن غرينلاند تظل تحت سيادة الدانمارك التي تتمتع بحكم ذاتي منذ 2009، ما يعني أن أي تغيير في وضعها القانوني يتطلب تعديلًا دستوريًا في الدانمارك.
هل يمكن لترامب ضم غرينلاند؟
رغم محاولات ترامب السابقة لشراء غرينلاند في 2019، والتي رفضتها الدانمارك وغرينلاند، يبدو أن فكرة ضمها إلى الولايات المتحدة تواجه تحديات قانونية ودبلوماسية كبيرة، الحكومة الدانماركية ترفض تمامًا فكرة بيع غرينلاند، مشددة على حق سكانها في تقرير مصيرهم، كما أبدى مسؤولون في غرينلاند رفضهم لأي فكرة تسعى إلى تحويل الجزيرة إلى مستعمرة أمريكية.
ماذا تريد غرينلاند؟
رغم دعم بعض الفئات للاستقلال عن الدانمارك، فإن غرينلاند تواصل العمل على تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، يفضل العديد من السكان تعزيز التعاون والتجارة مع واشنطن، إلا أنهم لا يرغبون في أن تصبح غرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة، ويعبر السياسيون في غرينلاند عن رغبتهم في تحقيق استقلال تدريجي مع ضمان استمرارية الرفاهية الاقتصادية عبر تحالفات استراتيجية.
ماذا تقول الدانمارك؟
الدانمارك ترفض بشدة فكرة بيع غرينلاند، وتؤكد على حق سكان الجزيرة في تحديد مصيرهم، فرئيسة الوزراء مته فريدريكسن وصفت عرض ترامب بأنه "سخيف" وأكدت على ضرورة احترام إرادة سكان غرينلاند في تقرير مستقبلهم.
بناء على هذه المعطيات، تبقى فكرة ضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة بعيدًا عن التحقيق في الوقت الحالي، إذ تواجه العديد من المعوقات القانونية والسياسية التي تجعلها خطوة غير قابلة للتنفيذ.
