دوافع أرمينيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
وكالة أنباء آسيا
في خطوة أثارت الجدل، وافقت الحكومة الأرمينية على مشروع قانون لبدء إجراءات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو القرار الذي جاء بعد دعم كبير من الأحزاب والمنظمات السياسية والمدنية، وجمع أكثر من 60 ألف توقيع.
رغم أن البرلمان الأرميني لم يوافق بعد على القانون، إلا أن التوجه نحو الاتحاد الأوروبي أصبح واضحًا في السنوات الأخيرة، مع تزايد الفجوة بين أرمينيا وروسيا، حليفتها التاريخية.
وقد دعا وزير الخارجية الأرميني، أرارات ميرزويان، الحكومة إلى الموافقة على هذا المشروع، مشيرًا إلى أن الظروف أصبحت مهيأة لذلك، ومنها الدعم الأوروبي لأرمينيا في مجالات متعددة، مثل إرسال بعثة مراقبة مدنية من الاتحاد الأوروبي إلى البلاد لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والديمقراطي.
من جهة أخرى، عبرت روسيا عن رفضها لهذا التوجه، حيث اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن انضمام أرمينيا إلى الاتحاد الأوروبي يتعارض مع عضويتها في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
كما شككت روسيا في هذا المسار من خلال تصريحات بأن الغرب قد يستغل أرمينيا كأداة لزيادة التوترات في منطقة القوقاز.
رغم ذلك، يظل السؤال حول إمكانية نجاح هذا المسار مطروحًا، إذ أشار الخبراء إلى أن انضمام أرمينيا إلى الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات عديدة، منها المسافة الجغرافية، حيث لا توجد حدود بين أرمينيا ودول الاتحاد الأوروبي، مما يصعب تحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب.
وتشير التحليلات إلى أن الحكومة الأرمينية قد تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز موقفها السياسي بعد الهزيمة الكبيرة في نزاع ناغورني قره باغ، وكذلك تقوية علاقاتها الدولية بعد التوترات مع روسيا، ومع ذلك، يُتوقع أن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، كما حدث مع تركيا التي لم تتمكن من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد عقود من التفاوض.
بالنسبة للبعض، فإن هذه الخطوة قد تكون مجرد محاولة لتحسين صورة الحكومة الأرمينية داخليًا، بدلاً من تحقيق انضمام فعلي إلى الاتحاد، كما يرى المحللون أن التوجه نحو الاتحاد الأوروبي قد يكون مرفوقًا بصراع داخلي في المستقبل، إذ يتوقعون أن هناك مقاومة شعبية قد تنشأ بسبب الانعكاسات السلبية على علاقات أرمينيا مع روسيا.
في النهاية، يبقى مستقبل هذه المبادرة غير واضح، مع وجود تعارضات كبيرة بين المصالح الداخلية والخارجية لأرمينيا، إضافة إلى التحديات الجغرافية والسياسية التي قد تواجهها في سعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
