في اليوم الـ463 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يستمر الاحتلال في شن غارات مكثفة تستهدف مناطق متعددة، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويُفاقم الوضع الإنساني المتدهور.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة عن توقف عدد من مركبات الإطفاء والإنقاذ في محافظات غزة، الوسطى، وخانيونس نتيجة نقص حاد في قطع الغيار وأجهزة الصيانة اللازمة، وأوضح الدفاع المدني أن الاحتلال الإسرائيلي دمر معظم المعدات المتوفرة في السوق المحلي، بالإضافة إلى المخزون الاحتياطي للدفاع المدني، مما أدى إلى شلل كبير في قدرته على الاستجابة للطوارئ.
وطالب الدفاع المدني جميع الجهات الإنسانية الدولية والإقليمية والعربية بالتحرك العاجل لإدخال المعدات وقطع الغيار الضرورية، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع سيزيد من تدهور الأزمة القائمة منذ شهور.
وكشف الدفاع المدني عن ظاهرة مؤلمة تتمثل في اختفاء أجزاء من جثث الشهداء بفعل الانفجارات الضخمة الناتجة عن القصف الإسرائيلي، حيث أكد أن 10% من حالات القصف تؤدي إلى تبخر أجزاء من الجثث. هذا الوضع يزيد من صعوبة انتشال الضحايا وتحديد هوياتهم.
ميدانيًا، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة بمدينة غزة، وأفاد الدفاع المدني أن طواقمه انتشلت جثة شهيد ونقلت ثلاثة مصابين جراء قصف شقة سكنية قرب مسجد الشمعة في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
كما استشهد فلسطيني آخر وأصيب عدد من المواطنين في قصف استهدف شقة سكنية قرب مسجد الكنز بحي الرمال، ولم يقتصر القصف على المناطق السكنية، حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية مواقع في شرقي مخيم البريج وغربي رفح، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات هدم لمبانٍ سكنية شمال القطاع.
إلى ذلك استشهد الصحفي سائد نبهان في مخيم النصيرات بنيران الاحتلال، مما رفع عدد الشهداء الصحفيين منذ بداية العدوان إلى 203 وفق المكتب الإعلامي الحكومي، كما أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف مدفعي على مدرسة تؤوي نازحين غرب المخيم الجديد، ما يبرز الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين.
في خان يونس، استهدف الاحتلال تجمعًا للفلسطينيين في منطقة مواصي خان يونس، ما أسفر عن سقوط شهيد وعدد من الإصابات، ورغم أن المنطقة مصنفة كـ"آمنة" وفق ادعاءات جيش الاحتلال، فإنها تتعرض بشكل مستمر لهجمات مروعة تسببت في استشهاد مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وتُعد هذه الأحداث جزءًا من مشهد مأساوي مستمر في قطاع غزة، حيث يعيش السكان تحت وطأة عدوان عسكري متواصل وظروف إنسانية كارثية، وتتصاعد الدعوات من الجهات الإنسانية لإيقاف القصف وتقديم المساعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح وحماية المدنيين من مجازر الاحتلال المستمرة.