دعت الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة السورية المؤقتة إلى تفكيك ما تبقى من برنامج الأسلحة الكيميائية، خلال جلسة مجلس الأمن التي عُقدت يوم الأربعاء 8 يناير.
وأوضحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، أن عملية الانتقال السياسي وتشكيل الحكومة السورية الجديدة يجب أن تضمن تحديد العناصر المتبقية من برنامج الأسلحة الكيميائية والعمل على تفكيكها بأمان تحت إشراف دولي.
وأعربت شيا عن تفاؤل واشنطن بشأن التعاون الحالي مع الحكومة الجديدة، داعية إلى استمرار التزام الجهات الفاعلة في سوريا بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة وشركاء دوليين آخرين لوضع خطة شاملة للقضاء على أي بقايا من برنامج الأسلحة الكيميائية بطريقة قابلة للتحقق.
وأكدت الدبلوماسية الأمريكية على أهمية تحديد جهات اتصال سورية للتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لبدء تنفيذ الخطة، وضمان توفير الحماية والأمان لفرق المنظمة أثناء عمليات التحقق من الأسلحة.
وأضافت شيا أن الولايات المتحدة تدعم عملية سياسية تتماشى مع روح قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتسعى إلى إقامة حكومة شاملة وممثلة تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع السوريين، بما في ذلك النساء والمجتمعات المتنوعة.
وطالبت واشنطن جميع الأطراف في سوريا بالسماح للجهات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بالوصول لتوثيق المعلومات، وحماية المقابر الجماعية والسجون، وتقديم المساعدة للمفرج عنهم وعائلات المفقودين.
من جانبه، حذر المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فرناندو أرياس، من أن استهداف إسرائيل لمواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا قد يؤدي إلى تلوث الأدلة وإتلافها، مؤكدًا أن المنظمة لا تمتلك معلومات حول ما إذا كانت هناك مواقع متضررة.
وأشار أرياس إلى أن المنظمة تتابع بانتظام تقارير عن غارات جوية استهدفت منشآت عسكرية في سوريا، مضيفًا أنه لم يتم التأكد بعد مما إذا كانت هذه الضربات قد أصابت مواقع مرتبطة بالأسلحة الكيميائية.
وفي تصريحات أخرى، أوضحت الولايات المتحدة أنها ترى في سقوط بشار الأسد فرصة استثنائية للتخلص نهائيًا من الأسلحة الكيميائية التي استخدمها نظامه في إلحاق الأذى بالآلاف خلال السنوات الماضية.
وقبل جلسة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المقررة في 12 ديسمبر 2024 بشأن سوريا، أكدت السفيرة الأمريكية لدى المنظمة، نيكول شامبين، دعم الولايات المتحدة القوي لجهود المنظمة في القضاء على ترسانة سوريا الكيميائية.
من جهته، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، بيدرسون، إن القرارات الحالية في البلاد ستحدد مستقبلها على المدى الطويل، مشددًا على ضرورة قدرة السوريين والمجتمع الدولي على إدارة المرحلة القادمة بشكل صحيح، وسط فرص عظيمة ومخاطر حقيقية.
وأشار بيدرسون إلى علامات عدم الاستقرار في سوريا، مثل حوادث العنف في المناطق الساحلية وحمص وحماة، داعيًا السلطات السورية إلى تعزيز الثقة والمشاركة الفعالة لجميع المجتمعات في بناء سوريا الجديدة.
وفي المقابل، دعا السفير السوري لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، المجتمع الدولي إلى دعم السوريين ودولتهم في سعيهم لبناء مستقبل أفضل لوطنهم. وأكد الضحاك خلال جلسة مجلس الأمن أن الفترة الماضية شهدت انتقالًا سلسًا لإدارة مؤسسات الدولة إلى حكومة تسيير الأعمال التي ستستمر حتى بداية مارس المقبل، لتفادي الكارثة التي شهدتها دول أخرى.
وأضاف الضحاك أن سوريا تؤكد على ضرورة عدم استغلال الجيش الإسرائيلي للظروف الراهنة لانتهاك سيادتها ومحاولة ترسيخ واقع جديد، من خلال توسع القوات العسكرية في مناطق جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة والمناطق المجاورة.