اندلعت حرائق غابات كبيرة في منطقة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص ودمر آلاف المنازل في بعض من أكثر المناطق عرضة للخطر، وتسببت الحرائق المدمرة التي اشتعلت قرب مشارف المدينة في إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من منازلهم، وسط تحذيرات من إمكانية ارتفاع عدد الضحايا نتيجة استمرار انتشار النيران.
الحرائق الكبرى التي اجتاحت منطقة باسيفيك باليساديس بين مدينتي سانتا مونيكا وماليبو الساحليتين، كانت قد أتت على ما يقرب من 3 آلاف فدان من الأراضي، وأسفرت عن دمار واسع للمباني والممتلكات، كما تسببت الأعمدة العالية من الدخان والنيران في تكدس السيارات على الطرق السريعة بينما فر آلاف السكان من مناطقهم. وكان هناك أيضًا العديد من الإصابات، بما في ذلك بعض من رجال الإطفاء.
في هوليود، استدعت السلطات إصدار أوامر إجلاء إلزامية بعد اندلاع حريق في منطقة هوليود هيلز القريبة من جادة هوليود بوليفارد الشهيرة، وأوضحت فرق الإطفاء أن الحريق في هذه المنطقة كان يشكل تهديدًا كبيرًا على الأرواح والممتلكات.
وفيما تواصل فرق الطوارئ محاولات إطفاء الحرائق، جاءت الأزمة في وقت حساس لجنوب كاليفورنيا، التي شهدت قلة هطول الأمطار هذا العام، مما جعل الأرض جافة وقابلة للاشتعال بشكل أسرع، إضافة إلى ذلك، يقول العلماء إن هذه الحرائق تمثل جزءًا من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تزداد تفاقمًا، مع ازدياد احتمالية حدوث مثل هذه الكوارث في المستقبل.
فيما يتعلق بالاستجابة الرسمية، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلغاء زيارته المقررة إلى إيطاليا من أجل البقاء في الولايات المتحدة والإشراف على جهود مكافحة الحرائق وتنسيق الاستجابة الفيدرالية، وكانت الزيارة المخطط لها في الفترة من 9 إلى 12 يناير 2025 قد تقرر إلغاؤها بعد أن قام بايدن بزيارة لوس أنجلوس لمتابعة الوضع عن كثب، حيث التقى برجال الإطفاء وفرق الطوارئ.
وقال البيت الأبيض في بيان إنه تم اتخاذ قرار إلغاء الرحلة بعد مشاورات مع الخبراء في إدارة الطوارئ. وكانت السلطات قد أعلنت عن انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون منزل في مقاطعة لوس أنجلوس بسبب الحرائق، مما فاقم الوضع الصعب، علاوة على ذلك، تم إغلاق المدارس في المقاطعة حتى إشعار آخر.
وتستمر السلطات في محاولات السيطرة على الحرائق الضخمة التي تلتهم المساحات الواسعة في لوس أنجلوس، بينما تتزايد الدعوات للمزيد من الدعم والموارد لمكافحة هذه الكارثة البيئية.
العلماء أشاروا إلى أن هذه الحرائق هي جزء من نمط مناخي غير طبيعي، ومن المحتمل أن تشهد مناطق أخرى حول العالم ظروفًا مماثلة في المستقبل، بسبب الارتفاع المستمر في درجات الحرارة.