في حدث استثنائي وغير مسبوق، شهدت مكة المكرمة مساء يوم الثلاثاء، 7 يناير 2025، أمطارًا غزيرة تحولت إلى سيول جارفة، تسببت في مشاهد درامية تجسد قوة الطبيعة، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا تظهر الشوارع وقد تحولت إلى أنهار عاتية، بينما تجرف المياه السيارات، وتحبس الأنفاس بمشهدها المخيف.
السيول التي اجتاحت المدينة لم تقتصر أضرارها على البنية التحتية فقط، بل أثرت بشكل مباشر على حياة السكان وزوار المدينة المقدسة، وكانت الأحياء السكنية القريبة من مجاري السيول الأكثر تضررًا، حيث تعرضت العديد من المنازل لأضرار بالغة بسبب ارتفاع منسوب المياه، كما تسببت السيول في تعطل حركة المرور بشكل شبه كامل في عدد من الطرق الرئيسية.
وفقًا لتصريحات الدفاع المدني السعودي، تم تنفيذ العديد من عمليات الإنقاذ، حيث أُنقِذ العشرات من الأشخاص الذين حوصِروا داخل مركباتهم أو منازلهم، وتواصل فرق الطوارئ العمل لفتح الطرق وتقديم المساعدات اللازمة.
الهيئة العامة للأرصاد: التحذير قائم
أصدرت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة تنبيهات جديدة، محذرةً من استمرار هطول الأمطار الرعدية الغزيرة على منطقة مكة المكرمة والمناطق المحيطة بها، وتوقعت الهيئة جريان المزيد من السيول، مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة.
كما أكدت على أهمية اتخاذ الحيطة والحذر، ودعت السكان إلى تجنب مناطق تجمع المياه ومجاري السيول، مشيرة إلى احتمالية تكون الضباب الذي قد يعيق الرؤية.
ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل
مشاهد السيول في مكة المكرمة اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المستخدمون عن صدمتهم وقلقهم، وتناقلوا مقاطع فيديو تُظهر سيارات تُقذف بفعل قوة المياه، بينما يحاول البعض مواجهة الموقف ببطولة، وكتب أحد المستخدمين: “ما يحدث الآن في مكة مشهد لا يُصدق، وكأننا نشاهد فيلمًا سينمائيًا!”
هل يمكن منع الكارثة القادمة؟
في ظل هذه الأجواء العاصفة، تثار تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية. وطالب ناشطون عبر منصات التواصل بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين أنظمة تصريف المياه، وزيادة الوعي المجتمعي حول كيفية التصرف في مثل هذه الحالات الطارئة.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)