في الأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأول الماضي، نشرت دائرة الإحصاء المركزي الإسرائيلية تقريرًا حول الوضع السكاني في الأراضي المحتلة، حاملاً مفاجآت مثيرة للجدل. ورغم الإعلان الاحتفالي عن تجاوز عدد السكان الاسرائيليين حاجز الـ10 ملايين، فإن التقرير كشف عن هجرة سلبية بلغت 82,700 إسرائيلي خلال عام 2024، وهو رقم غير مسبوق ويعكس استمرار الهجرة السلبية في السنوات الأخيرة.
أرقام الهجرة السلبية
تشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن أعداد الإسرائيليين الذين اختاروا مغادرة الأراضي المحتلة شهدت تصاعدًا في الأعوام الأخيرة، ففي عام 2023، قرر 55,300 إسرائيلي البقاء خارج البلاد بعد مغادرتهم في 2022، ما شكل ارتفاعًا ملحوظًا في رصيد الهجرة السلبية مقارنة بالسنوات السابقة.
بلغ عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد في عام 2024 حوالي 82,700، مقابل عودة 23,800 شخص، مما أدى إلى رصيد سلبي يقدر بـ58,900 مغادرًا أكثر من العائدين، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، سجلت الهجرة السلبية رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ أكثر من 10,000 شخص.
أثر الهجرة على التوازن الديموغرافي
بلغ عدد السكان الاسرائيليين في عام 2024 حوالي 10 ملايين و27 ألف نسمة، منهم 7.7 مليون يهودي، و2.1 مليون عربي، و216 ألف أجنبي، ومع ذلك، انخفض معدل نمو السكان من 1.6% في عام 2023 إلى 1.1% في عام 2024، ويعود هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى ارتفاع الهجرة المضادة.
كما تشير الإحصائيات إلى أن 24% من الأطفال المولودين في 2024 كانوا لأمهات عربيات، مما يعزز الاتجاه التصاعدي لنسبة العرب في المجموع العام مقارنة باليهود.
توزيع المهاجرين وأعمارهم
تُظهر البيانات أن غالبية المهاجرين من الفئات العمرية الشابة، فمن بين المهاجرين عام 2024، كان:
27% أقل من 19 عامًا.
47.8% تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عامًا.
هذا يعني أن 3 من كل 4 مهاجرين تقل أعمارهم عن 45 عامًا، وتشير البيانات إلى أن معظم المهاجرين يأتون من المدن الكبرى والمزدهرة مثل تل أبيب، حيفا، والقدس.
أسباب الهجرة
تتنوع أسباب الهجرة بين الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية:
- قلق من سيطرة اليمين المتطرف على الحياة العامة.
- "الإصلاح القضائي" الذي يعزز هيمنة اليمين على الحكم.
- القلق من استمرار الحروب والنزاعات.
في مقابلات مع مهاجرين، أشار البعض إلى أن الأوضاع السياسية وعدم المساواة الاجتماعية دفعهم للرحيل، بينما اعتبر آخرون أن الانقسامات المجتمعية تفاقمت بسبب التظاهرات الأخيرة.
تداعيات الهجرة المضادة
إن تعاظم الهجرة المضادة يضعف الأهداف الصهيونية المتمثلة في تجميع اليهود في فلسطين، كما أن مغادرة الشباب والعائلات المستقرة يشكل تهديدًا على البنية الاجتماعية والاقتصادية لـ"إسرائيل"، مما يزيد من التحديات الديموغرافية والسياسية.