في ما يشبه تحولاً سياسياً ملحوظاً، أعلن المبعوث الألماني إلى سوريا أن برلين تعتزم توجيه نصيحة إلى الاتحاد الأوروبي بشأن رفع العقوبات المفروضة على دمشق، هذا الإعلان، الذي جاء في وقت حساس، يعكس تغييراً محتملاً في سياسة أوروبا تجاه الحكومة السورية بعد سنوات من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي تم فرضها استجابة للحرب الأهلية السورية التي بدأت في 2011.
ويشير المبعوث الألماني إلى أن هذا الإجراء قد يساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة وتعزيز العملية السياسية في سوريا، وهو ما يتناسب مع الهدف الكبير للاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام وبناء مستقبل أفضل للشعب السوري، ورفع العقوبات يعني تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للملايين من السوريين الذين يعانون من أعباء الحرب والعقوبات الاقتصادية المضاعفة.
ويُرى أن التنسيق بين الدول الأوروبية وسوريا الجديدة يمكن أن يكون مفتاحاً لحل أزمة اللاجئين وتعزيز الأمن الإقليمي.
وهناك تباين في الآراء بين دول الاتحاد الأوروبي، فبعض الدول ترى في رفع العقوبات فرصة للتأثير الايجابي، بينما ترى أخرى أن الوقت لم يحن بعد لمثل هذا الخطوة بسبب عدم تحقيق تقدم ملموس في الحقوق السياسية والإنسانية.
وترحب بعض الدول الإقليمية بهذه الخطوة كنقطة تحول يمكن أن تساعد على تحقيق استقرار أوسع في المنطقة.
وايضا هناك تحفظات من قبل بعض الجهات التي ترى أن العقوبات كانت جزءاً من الضغط للحصول على تنازلات سياسية واجتماعية.
النصيحة الألمانية بشأن رفع العقوبات عن دمشق تفتح أبواباً لمناقشات جديدة حول مستقبل سوريا داخل الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى الدولي، بينما تظل هذه النصيحة تحت الدراسة، يبقى الوقت سيُظهر ما إذا كانت هذه الخطوة ستكون جزءاً من حل أوسع يساعد في إعادة بناء سوريا.