أسعار النفط تقفز إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر
وكالة أنباء آسيا
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، اليوم الاثنين، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بالطلب القوي الناتج عن برودة الطقس في نصف الكرة الشمالي، إلى جانب التوقعات بتشديد العقوبات على صادرات النفط الإيرانية والروسية.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.3% لتصل إلى 76.81 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 14 أكتوبر/تشرين الأول، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة مماثلة، لتصل إلى 74.18 دولارًا للبرميل، مسجلة أعلى مستوياتها منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول.
شهد النفط مكاسب متتالية على مدى الجلسات الخمس الأخيرة، وجاءت هذه المكاسب مدعومة بعوامل عدة، أبرزها الطقس البارد غير المعتاد في شمال غرب أوروبا والولايات المتحدة، مما زاد الطلب على الطاقة، كما لعب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وزيادة هوامش أرباح التكرير دورًا في تعزيز الأسعار.
من جانبه، أوضح المحلل بيارن شيلدروب من شركة "إس إي بي" أن تحفيز الصين لاقتصادها عبر حزم مالية إضافية ساهم في تعزيز التوقعات بزيادة الطلب على النفط، خاصة مع سعي بكين لإنعاش اقتصادها المتباطئ.
يراقب المستثمرون هذا الأسبوع عدة مؤشرات اقتصادية رئيسية في الولايات المتحدة للحصول على أدلة إضافية بشأن استهلاك الطاقة واتجاه أسعار الفائدة، وتشمل هذه المؤشرات محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، المقرر صدوره الأربعاء، إضافة إلى تقرير الوظائف لشهر ديسمبر/كانون الأول الذي سيصدر الجمعة.
وفي خطوة تعكس الثقة بتزايد الطلب، أعلنت شركة أرامكو السعودية، أكبر مُصدّر للنفط عالميًا، رفع أسعار خامها لشهر فبراير/شباط للمشترين الآسيويين، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها بذلك منذ ثلاثة أشهر.
على صعيد الإمدادات، من المتوقع تشديد العقوبات الغربية على صادرات النفط الإيرانية والروسية، ووفقًا لمصدرين مطلعين، تعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فرض مزيد من العقوبات على روسيا، تستهدف عائداتها النفطية من خلال إجراءات ضد الناقلات التي تحمل الخام الروسي.
كما يتوقع بنك "غولدمان ساكس" انخفاض إنتاج وصادرات إيران من النفط بحلول الربع الثاني من العام الجاري، بسبب تغييرات سياسية محتملة وعقوبات أميركية متوقعة، مما قد يؤدي إلى تراجع إنتاج إيران بنحو 300 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 3.25 مليون برميل يوميًا.
يستمر النفط في مواجهة ضغوط متباينة بين الطلب المتزايد والعوامل الجيوسياسية، وسط توقعات بأن يظل السوق حساسًا لأي تطورات اقتصادية أو سياسية قد تؤثر على الإمدادات أو الطلب، ومع تشديد العقوبات ودخول موسم الشتاء البارد، تبدو أسعار النفط مهيأة للحفاظ على مستويات مرتفعة خلال الفترة المقبلة.
