أطلقت القوات التابعة للحكومة الانتقالية في سوريا، اليوم الاثنين، حملة أمنية واسعة النطاق في ريف اللاذقية لملاحقة بقايا النظام السابق وتعزيز الأمن في المنطقة، وأكد مسؤول أمني أن حملة مماثلة في مدينة حمص انتهت بعد تحقيق أهدافها الرئيسية.
وصرّح مصدر أمني من إدارة العمليات العسكرية أن العملية الحالية تتركز في بلدة المزيرعة بريف اللاذقية الغربي، مستهدفة عناصر مسلحة متورطة بجرائم ضد المدنيين، تأتي هذه الحملة بعد انتهاء مهلة تسوية الأوضاع القانونية التي كانت قد منحتها الحكومة الانتقالية لفلول النظام السابق.
وأشارت المصادر إلى وقوع اشتباكات في حي العوينة بمدينة اللاذقية، حيث تعرضت قوة أمنية لكمين أثناء تنفيذ عملية تمشيط، ما أسفر عن سقوط قتلى بينهم قيادي بارز من إدارة العمليات العسكرية.
في وقت سابق، نفذت القوات الانتقالية سلسلة من الحملات الأمنية في مناطق الساحل السوري، ومن بين أبرز الإنجازات، القضاء على شجاع العلي، المسؤول عن مجزرة الحولة في ريف حمص، واعتقال محمد كنجو المعروف بلقب "سفاح صيدنايا".
وأوضح مصدر محلي أن الحملة الأمنية الجديدة تهدف إلى تقليص النشاط المسلح في منطقة الساحل، التي كانت معقلاً للنظام السابق، وأكد أن الحكومة الانتقالية تسعى إلى إنشاء نقاط أمنية دائمة في المناطق الاستراتيجية مثل المزيرعة.
وأضاف أن الوضع في مدينة اللاذقية يشهد هدوءًا نسبيًا بعد سلسلة من الحوادث المسلحة في ريفها، حيث تزدحم مراكز التسوية بعناصر من النظام السابق لاستلام بطاقات مؤقتة.
في حمص، أعلن مدير إدارة الأمن العام انتهاء حملة التمشيط في عدة أحياء بالمدينة، مؤكداً أنها حققت أهدافها. وأوضح أن الحملة أسفرت عن ضبط مستودعات أسلحة واعتقال عدد من المطلوبين، حيث أحيل بعضهم إلى القضاء، بينما أُفرج عن آخرين بعد التأكد من عدم تورطهم في جرائم.
وشملت العمليات الأمنية أحياء مثل عكرمة والزهراء ووادي الذهب، واستهدفت مسلحين رفضوا تسليم أسلحتهم أو مراجعة مراكز التسوية.
إلى جانب اللاذقية وحمص، امتدت الحملة الأمنية إلى مدن ومناطق أخرى مثل حماة، حلب، والعاصمة دمشق وريفها، وتهدف هذه العمليات إلى استعادة الأمن والاستقرار في جميع أنحاء سوريا والتعامل بحزم مع العناصر التي تهدد الأمن العام.
تأتي هذه الحملات الأمنية في إطار جهود الحكومة الانتقالية لترسيخ الاستقرار وتطبيق القانون في المناطق المحررة، وتعكس هذه العمليات تصميم الإدارة الجديدة على التصدي للتحديات الأمنية وبناء مستقبل أكثر أماناً للسوريين.