تواجه أكثر من 60 مليون شخص في الولايات المتحدة تهديدًا من عاصفة ثلجية قوية، يتوقع أن تؤدي إلى تساقط كميات ضخمة من الثلوج والجليد، مع درجات حرارة لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.
وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية، تتأثر معظم كندا و30 ولاية أمريكية بتحذيرات من الطقس القاسي، الذي يمتد على مسافة 2400 كيلومتر من كانساس إلى الساحل الشرقي،و يتوقع أن تتساقط الثلوج على مناطق متعددة، مع ارتفاع يتراوح بين 6 و12 بوصة (15-30 سم) من أوهايو إلى واشنطن العاصمة. تم إعلان حالة الطوارئ في ست ولايات: كنتاكي، فيرجينيا، وست فرجينيا، كانساس، أركنساس، وميسوري، وسط تحذيرات من مناطق أخرى غير معتادة على الطقس البارد، مثل ميسيسيبي وتكساس وفلوريدا.
يقول الخبراء إن هذه العاصفة ناتجة عن "الدوامة القطبية"، وهي منطقة من الهواء البارد التي تدور حول القطب الشمالي، وتغطي كندا حاليًا قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة، قد تكون هذه العاصفة الأشد منذ أكثر من عشر سنوات، مع توقعات بأن تكون درجات الحرارة في يناير الجاري هي الأبرد منذ عام 2011.
شهد قطاع النقل تأخيرات كبيرة، حيث تم إلغاء ما يقارب 3000 رحلة جوية من وإلى الولايات المتحدة، بينما تسعى شركات الطيران الكبرى مثل "دلتا"، "ساوث ويست"، و"يونايتد" إلى تخفيف الأعباء على الركاب من خلال إعفائهم من رسوم تغيير التذاكر، كما تدهورت حالة الطرق بسبب الجليد، مما أسفر عن وقوع حوادث مرورية، بما في ذلك حادث انقلاب سيارة إطفاء في ولاية كانساس. وحذرت هيئة الأرصاد من أن بعض الطرق قد تصبح غير صالحة للسفر في العديد من الولايات الوسطى.
تساقطت أيضًا الثلوج الكثيفة على أجزاء من الجنوب الأمريكي، حيث يشهد أركنساس ولويزيانا وميسيسيبي عواصف رعدية شديدة، وتوقع الخبراء أن تشهد مناطق في شرق الولايات المتحدة مثل أنابوليس وبالتيمور تساقط ثلوج كثيفة قد تصل إلى 12 بوصة.
لم تكن كندا بمنأى عن هذه العاصفة، حيث شهدت مناطق واسعة درجات حرارة شديدة البرودة، وقد تؤدي الرياح إلى انخفاض درجات الحرارة في مقاطعة مانيتوبا إلى -40 درجة مئوية، كما تشهد أجزاء من أونتاريو تساقط ثلوج كثيفة يصل ارتفاعها إلى 15 بوصة يوم الأحد.
من المتوقع أن تستمر هذه الظروف الجوية القاسية لعدة أيام، مما قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في الحياة اليومية في العديد من الولايات.