هل يشكل النشاط الزلزالي تهديدًا لسد النهضة؟

وكالة أنباء آسيا

2025.01.06 - 09:02
Facebook Share
طباعة

 في فترة تمتد من 21 ديسمبر 2024 إلى 4 يناير 2025، تعرضت إثيوبيا لـ130 زلزالًا، وهو رقم كبير مقارنة بالمعدل السنوي المعتاد الذي يتراوح بين 3 إلى 6 زلازل، هذا الارتفاع في النشاط الزلزالي أثار تساؤلات بشأن تأثيره المحتمل على سد النهضة الإثيوبي، رغم تأكيد الخبراء على أن قوة هذه الزلازل ومواقعها لا تشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة السد.


الآراء حول هذه الزلازل تباينت بين مؤيدين يعتبرون أن القلق العام مبرر علميًا، وآخرين يرون أن التركيز على هذا الموضوع يبتعد عن القضية الرئيسية، وهي ضرورة التوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا بشأن تشغيل سد النهضة بشكل تعاوني يضمن عدم تأثيره سلبًا على الموارد المائية في مصر.


الدكتور عصام حجي، أستاذ في كلية الهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا، أشار في تعليق له على موقع "فيسبوك" إلى أن ردود الفعل العامة حول خطر انهيار السد بناءً على الزلازل قد تكون غير دقيقة، واعتبر أن هذه المخاوف تغفل القضايا الأهم، مثل تساؤلات عن سير المفاوضات بين الدول المعنية التي لم تحقق تقدمًا ملموسًا منذ سنوات طويلة.


من الناحية العلمية، أشار حجي إلى أن الزلازل الحالية في إثيوبيا ناتجة عن النشاط الطبيعي للأخدود الأفريقي العظيم، وهو صدع جيولوجي نشط منذ ملايين السنين، ويبعد أكثر من 560 كيلومترًا عن سد النهضة. وبالتالي، يعتبر حجي أن خطر انهيار السد بسبب هذه الزلازل ضعيف للغاية، كما أن المنشآت الكبيرة مثل السدود يتم تصميمها وفقًا لمعايير دولية تأخذ في الاعتبار النشاط الزلزالي في المنطقة.


أما الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، فقد أضاف أن الزلازل الأخيرة قد تكون مؤشرًا على زيادة في النشاط الزلزالي في المنطقة، ولكنها لا تشكل تهديدًا مباشرًا للسد، لكنه أشار إلى أن الزلازل القوية، مثل التي وقعت في مايو 2023 بالقرب من السد، قد تثير بعض المخاوف إذا تكررت في المستقبل. ورغم ذلك، أكد شراقي على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين النشاط الزلزالي وزيادة حجم المياه المخزنة في السد، خاصة أن التزامن بين الزيادة في حجم المياه المخزنة والزيادة في عدد الزلازل يستدعي مزيدًا من التحقيق العلمي.


أحد التفسيرات المحتملة التي أشار إليها شراقي هي تسرب المياه من الخزان، والذي قد يزيد الضغط على الصدوع التكتونية في المنطقة ويحفز حدوث الزلازل، وأشار إلى دراسة نشرتها جامعة ميشيغان وأريزونا التي تتحدث عن تسرب نحو 19.8 مليار متر مكعب من المياه خلال السنوات الثلاث الأولى من ملء السد، وهو ما قد يكون أحد العوامل المؤثرة في النشاط الزلزالي.


بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تسرب المياه إلى تسهيل حركة الصدوع الجيولوجية، مما يزيد من احتمالية حدوث الزلازل، هذه المياه تعمل كعامل تشحيم بين الصفائح التكتونية، مما قد يقلل الاحتكاك بينها ويسهل انزلاقها.


من جهة أخرى، يخشى بعض الخبراء من حدوث انهيارات محلية في منطقة السد نتيجة لتراكم الرواسب في بحيرة السد مع مرور الوقت، وهو ما قد يؤدي إلى تآكل الأرض وتشكيل انهيارات مفاجئة.


وفي ضوء هذه المعطيات، يبقى التركيز على المفاوضات بين مصر وإثيوبيا لتوفير ضمانات تشغيل تعاوني بين سد النهضة والسد العالي لتفادي أي تأثيرات سلبية على حصة مصر من المياه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6