العلاقات الرقمية لـ"إسرائيل": أداة حرب ودعاية

2024.12.31 - 07:47
Facebook Share
طباعة

 تُعد الحروب الإسرائيلية على غزة جزءًا من سلسلة ممتدة من العدوان على الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، لكنها شهدت تصعيدًا ملحوظًا منذ انسحاب المستوطنين عام 2005، وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا خانقًا على غزة عام 2007، شَنّ بعده سبع حروب كبرى بين عامي 2008 و2023.


هذه الحروب لم تُحقق أهدافها العسكرية والسياسية فقط، بل أضرت بالصورة النمطية التي طالما روّجتها الدعاية الإسرائيلية (الهاسبارا) عن "المظلومية الإسرائيلية" و"الشرعية التاريخية"، مع تصاعد الزخم الرقمي الذي يفضح جرائم الاحتلال عبر منصات التواصل الاجتماعي.


الدعاية الرقمية كأداة حرب
سعت "إسرائيل" عبر منصاتها الرقمية إلى مواجهة السرديات المناهضة، موظِّفة وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز صورتها أمام الجمهور العربي والعالمي، يُعتبر أفيخاي أدرعي، الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أحد أبرز الأمثلة على هذا التوجه، حيث يعمل على تقديم صورة إيجابية لـ"إسرائيل" عبر منشوراته الموجهة باللغة العربية.


وفق دراسة أجريت (2021-2023)، حلّلت 95 منشورًا لأدرعي خلال الحروب الثلاث الأخيرة، يتّضح أن الدعاية الإسرائيلية تستند إلى التلاعب العاطفي والمنطقي، مركزةً على ثنائيات مثل (السلام/الإرهاب) و(الدفاع/الهجوم)، كما تستخدم الاستراتيجيات الدعائية التقليدية، مثل الإنكار أو التهرب من المسؤولية.


أهداف الخطاب الرقمي
تعتمد الدعاية الإسرائيلية على العلاقات العامة الرقمية كأداة للإقناع، وتقدم هذه الوسيلة محتوى بصريًا ونصيًا مُعدًّا بعناية لاستمالة العواطف وتعزيز مصداقية الاحتلال أمام جمهور متنوع، ومن خلال تغييب الحقائق واستغلال التفاعلات السلبية، تسعى هذه الدعاية إلى فرض روايتها على المشهد الإعلامي.


استراتيجية الصورة الذهنية
تعمل إسرائيل على تعزيز "الصورة الذهنية" الإيجابية عبر توظيف شخصيات ناطقة بالعربية، مثل أفيخاي أدرعي وأوفير جندلمان، الذين يخاطبون الجمهور العربي بشكل مباشر، مستغلين العواطف والمنطق لتبرير الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.


اختزال السردية الفلسطينية
فيما تسعى الرواية الإسرائيلية إلى تشويه صورة الشعب الفلسطيني، تظل الحقيقة واضحة عبر التفاعل الشعبي العالمي والرقمي، الذي يكشف زيف ادعاءات الاحتلال ويؤكد عدالة القضية الفلسطينية.


تُظهر هذه التحركات أن الحرب ليست عسكرية فقط، بل تمتد إلى ساحات الإعلام الرقمي، حيث تتجلى معركة الوعي بين الحقائق الفلسطينية والدعاية الإسرائيلية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8