أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت الماضي، عن رصد صاروخين أُطلقا من شمال قطاع غزة باتجاه مناطق القدس المحتلة، وذكر بيان الجيش أن القذيفتين عُبرتا من شمال القطاع، وسط محاولات اعتراض لم يُفصح عن نجاحها بالكامل، مع استمرار "فحص التفاصيل".
تبين أن أجزاء من الصواريخ التي أُطلقت باتجاه القدس تم العثور عليها لاحقاً، وأشار مراسل إذاعة جيش الاحتلال إلى أن اللافت في هذه الحادثة هو أن الصواريخ انطلقت من بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، وهي منطقة ادعى الاحتلال أنه فكك فيها قدرات المقاومة عبر عمليات عسكرية مكثفة.
سرايا القدس تتبنى الهجمات
أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن استهداف القدس، مؤكدة أن العملية جاءت بعد تنسيق مع مجموعاتها في الميدان، تزامناً، استهدفت المقا ومة مستوطنة "سديروت" يوم الأحد الماضي بأربعة صواريخ، وأطلقت صواريخ أخرى مساء الإثنين باتجاه مستوطنات "غلاف غزة".
بيت حانون: عقدة استراتيجية
تشهد بلدة بيت حانون مواجهات عنيفة رغم حملات الاحتلال المكثفة منذ أكتوبر 2023، وتعد البلدة نقطة استراتيجية مهمة لقربها من مستوطنة سديروت وخطوط السكة الحديد المؤدية إلى مستوطنات نتيفوت وأوفاكيم. ورغم العمليات المتكررة، أكدت صحيفة معاريف العبرية أن المقا ومة تمكنت من مواصلة هجماتها من بيت حانون، بما في ذلك استهداف الجنود بأسلحة مضادة للدروع.
هجمات المقاومة: الكمين القاتل
أعلنت كتائب القـ.ـسام، الجناح العسكري لحركة حمـ.ـاس، مسؤوليتها عن كمين محكم في بيت حانون، حيث استهدفت مبنى كان يتحصن فيه جنود الاحتلال، وأدى الهجوم إلى مقتل الجندي "أوريئيل بيرتس" من كتيبة "نيتساح يهودا" وإصابة تسعة آخرين، بينهم ثلاثة بحالة خطيرة، ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، استهدفت القسـ.ـام الجنود بقذيفة مضادة للدروع عقب قنص أحدهم، مما أدى إلى انهيار المبنى جزئياً ووقوع إصابات كبيرة.
صواريخ المقاومة: التحدي المستمر
أصبحت الصواريخ أحد أبرز التحديات العسكرية أمام الاحتلال الإسرائيلي، ورغم الحملات العسكرية المكثفة، تستمر المقا.ومة في إطلاق صواريخ تطال عمق الاحتلال، بما في ذلك تل أبيب والقدس.
منذ عام 2004، تطورت قدرات المقا ومة الصاروخية بشكل ملحوظ، مما أجبر الاحتلال على جعل تفكيك هذه المنظومة أولوية قصوى، إلا أن المحاولات لم تؤتِ ثمارها بالكامل، مع استمرار المقاومة في ترميم بنيتها العسكرية وإطلاق صواريخ باتجاه المناطق المحتلة.
كتيبة "نيتساح يهودا": سجل حافل بالانتهاكات
تعد كتيبة "نيتساح يهودا"، التي فقدت جندياً وأصيب تسعة آخرون في بيت حانون، واحدة من أكثر وحدات جيش الاحتلال إثارة للجدل، تأسست الكتيبة عام 1999 وتعرف بتورطها في انتهاكات جسيمة ضد الفلسطينيين، بما في ذلك تعذيب أسرى وقتل مدنيين، ورغم الانتقادات الدولية، لا تزال الكتيبة تعمل في الخطوط الأمامية، مما يجعلها هدفاً رئيسياً لهجمات المقاومة.
مع استمرار التصعيد في قطاع غزة، تُظهر المقاومة قدرة متزايدة على تنفيذ عمليات نوعية واستهداف عمق الاحتلال، وفي المقابل، يواجه جيش الاحتلال تحديات متزايدة في السيطرة على الأوضاع الأمنية، مما يضعف موقفه الاستراتيجي ويكشف هشاشة منظومته الدفاعية أمام إصرار المقاومة.